الثلاثاء، 13 مايو 2014

رواية "ناس أسمهان عزيز السريين" - محمد ربيع

ناس أسمهان عزيز السريين
محمد ربيع


المعلومات الجنسية الأكيدة حتى هي وصلاني من عند أبي لذلك تبدو قليلة وهي ولا حاجة فهو لم يهتم، إلا مرة ومرة كمان غير محسوبة لأني كنت مضروبة بوكس على وداني فلم أسمع كلمة على بعضها مما قال، فيما يعلمني بهذا النوع من المعلومات الغامضة والتي قالها لي وهو يركبه العصبي وتمسك التهتهة في لسانه وكأنه ملسوع فيه بالنار والتي ليس بها تفاصيل أو شروح وتدوس بإصرار على أن الزنا حرام حرمانية لا تحتمل أي هزار والله لا يتواجد نهائيا في الجلسة التي تضم رجل وامرأة في حين يحضر الشيطان الرجيم دوما من غير ما يكون في إمكانه عمل غياب أو هروب لإن الرسول أحرجه وحط علىه حطة سودة وقال لا يجتمع رجل وامرأة إلا وثالثهما الشيطان. وبالمرة لم يتعب أبي نفسه ويوضح لي ولا مرة من المرات ما هو الزنا ولما سألته قال هو الفاحشة ولأجل أنه سكت سألته تاني وإيه هي الفاحشة، شخط قائلاَ، قومي يا بت من قدامي، قومي يا كلبة، من دلوقتي هتكلميني عن الفواحش، عال والله. وتركني مؤمنة إيمان لسه بشوكه ولم يتلعب فيه خالص طوال كل الجلسات التعليمية التي ضمتني معه أن الشيطان معنا فهو لم يحدد رجل وامرأة بالإسم إذا هو يقصد الجميع وفهمت أن حتى أقوى حد شراني في الدنيا يخاف ويكش من الأماكن التي بها رجال فقط ولا يقترب من قعدة ليس بها أمرأة وهذا يعني أنه بيفهم وحساس وقربه ذلك مني فهو لا يخافني ولا يعتبرني عورة وعدم وجودي في الدنيا أحسن وخير وبركة وحسيت أنه ممكن قوي يكون بينا في أي وقت حاجات وتخيلته يحمل صفات النساء من الحنان والرقة واللطف والمشاعر الرهيفة وكمان تلقاه جميل ومسمسم وعينيه حلوة لذلك عادي ومفهوم لماذا لا يحضر وسط الرجال ما هو يخاف حد منهم يستحلاه ويكفيه على وشه مع ان مش دايما والله ولا لازم تكون مجالسته للنساء تعني أنه أصبح صالحا للنيك لكن لأنه شيطان يعلم طبع الرجال فالرجل لو لم يجد من ينيكه ممكن ينيك نفسه.
وصدور هذه المعلومات بس دون مزيد عن أبي شيء غريب وهو الذي من عاداته اللت والعجن والاهتمام الشديد بمواضيع أرى أنا أنها أقل أهمية وهو يرى أنها من أساسيات تربية الرجل المسلم لبنته المسلمة، وعنده التسالي والألعاب الإسلامية أهم وهي ليست تلك الألعاب التي تلهي عن ذكر الله ولو حتى كانت اللعبة مصنوعة في بلاد الكفار كذلك القطار الذي يسير على قضبان دائرية حوله أبي إلى لعبة دينية فقد جلب من لعبة أخرى بعض العساكر البلاستيك ولف حول كل منهم منديل أبيض كحجاج بيت الله ووضع في كل شباك عسكري على أعتبار أنه حاج ونزع الرسومات والكتابات الملصقة على عربات القطار ووضع قصاصات ورقية من صنعه كتب عليها حج مبرور وذنب مغفور وآيات قرآنية لزوم الحج ثم وضع نموذج زجاجي مصغر للكعبة في وسط الدائرة وشغل القطر وتركه يلف حوالين الكعبة وأمرني بالهتاف معه لبيك اللهم لبيك. ويقول لي كثيرا أنه عند الله في الآخرة سيطلب منه نصف أجري عن الحج الذي اعتقد أنني حبيته موت بسبب لعبته التي ظل فخورا وأصابته النفخة الكدابة بسببها لكونه شاف أنه قادر علىإأدخال أي حد للإسلام حتى إن كانت لعبة. وما كانت تلك هي لعبتنا الوحيدة فهناك لعبة المسلمين والكفرة، بسيطة وسهلة وعبارة هي عن أربع ورقات، ورقة مكتوب عليها مسلم والحمد لله والثانية نصراني أعوذ بالله والثالثة يهودي أستغفر الله والرابعة قد تكون فارغة أو يكتب أبي عليها أسم إحدى الديانات التي لم يستنضفها القرآن فما تم ذكرها فيه، بوذي مثلا وبجوارها يلعن دين أمه، ثم يطوي الورق أربع، خمس طيات ويلخبطهم قبل أن يرميهم على الأرض وطبعا ينفذ المسلم العقوبة التي على مزاجه على الكافر بالحزام الجلد أو المسطرة المعدن، والعقوبة مفتوحة وليس لها حد، وهذه اللعبة زفت جدا فالمضروب عندما ياتي عليه الدور ليكون ضارب بينتقم ويفتري في انتقامه وفي النهاية تخلص اللعبة واحنا كارهين بعض ومش طايقين نبص في وش بعض وكنت لو أطول سم لما استنيت ثانية قبل رشه على الملوخية التي يحبها. واللعبة الثالثة اكتشف أبي من أولها أنها غير مناسبة لي كبنت ولأنه وجد فيها بعضا من هتك العرض له ولي وعني كنت أكرهها وهي موجودة وباينة قوي وسط أسباب كرهي له وحتى اسمها مشبوه وليس من المقبول في الشريعة الإسلامية أن يلعب أب مع ابنته لعبة تسمى بعبص الكافر. وأنا أحمد الله هو يعلم قد إيه ولا من أجل أن أكون واضحة أنا أحمد الله صبح ومسا على رؤية أبي في هذا اللهو الإسلامي تضييع للوقت، فهذه أمور كانت تصلح لي زمان وليس بعد أن وصلت لهذه السن، وأن التعليم أولى بهذا الوقت.
والذي استمر طويلاً مجنني رغم اقتصار ذلك التعليم على القرآن الكريم والأحاديث النبوية، العذاب والشقا كانا موجودان بوفرة فعدم إتقان الحفظ أو الإجادة عند التسميع يعرضاني لعقابات لم أكن أعلم بوجودها ولا حصل أني اترحمت، لكني انطحنت ما بين ضرب باليد، العصا، الكرباج أو حرمان من الأكل والشرب والنوم، التبول، التبرز وإلى منعي من الكلام، الجلوس وكتم النفس والعد حتى أربعين لأخذ نفسي وأحيانا الربط من اليدين في حلقة مدقوقة في السقف ولكن الأحسن والأمتع في كل هذه العقابات كان عندما يطبق أبي العقاب على أمي بدلا عني، معتقدا أن ذلك أكثر تأثيرا في ويدعوني للتفاني وتقطيع نفسي لأحفظ بذمة وضمير. وبمجرد أن يفعل ذلك هذا أزيد أنا من غلطاتي وأتهته في التسميع وأدخل جزءا في آخر وأتلكأ عند النطق رغم توسلات أمي لي التي تتلقى الصفع والركل ومع كل لسعة كرباج تنظر إلي بغيظ وكره مفيش أكتر من كده واللعاب يسيل من فمها وأنفها في خيط يصل إلى الأرض قائلة، يا بت خلصي يا بت، يقطعك ويقطع تعليمك وحياة أمي لأنيكك يا شرموطة يا بنت العرص. وأبي فيما قالته أمي أشياء كثيرة تدفعه لأن ينجن وتنتابه حمى من الحماقة والطيش مش محروم هو أصلا منهما، ويبتعد عن أوامر الدين الحنيف، يواصل الضرب بهمة على أنف أمي حتى تجيب دم ويقول لي، شايفة يا لبوة، شايفة وصلتي أمك الكاملة أم أخلاق سوبر سوبر إسلامية لحد فين، سمعتي شتيمة أبوكي بودانك، أتبسطي، طب كس أمك، أنتي وامك على زبري وهتحفظي الدرس يعني هتحفظيه، مش هتنامي الليلة ورسول الله ما هتنامي الا لما تسمعيه عشر مرات وأتكيف منه، إيه رأيك يا بنت المرة الوسخة.
وكما أنه ليس لي حيلة في عناد أبي ونشفان دماغه أيضا لا أملك حيلة للتعامل المريح مع كل تلك النصوص ويا ريت كان الأمر واقفا على القرآن فقط ولكن المصيبة الكبيرة في هذا العدد الضخم من الأحاديث، القرآن جميل وزي العسل في الحفظ والتسميع وأجمل وأهم ما فيه أنه معروف له آخر، شفت له بعنييا نهاية، بالإضافة لما يحذفه أبي منه خوفا على كما يقول من البلبلة والضعف ورخاوة الإيمان التي قد تصيبني من آيات ممكن أفهمها غلط وأفتكر أنها تدعو لحرية الاعتقاد وأن البني آدم حر لدرجة أنه قال ممكن يكفر وبعدين في الآخرة ربنا هيتفاهم معاه بنفسه، أو في آيات أخرى الواحد يتهيأ له هلاوس تجعل المسلم يصل إلى أن يتعامل مع ناس الأديان الأخرى كما يتعامل مع العظماء المسلمين.
وبفضل هذا الخوف على صحة واستقرار إسلامي شال عني أبي حوالي ألف آية منها سور كاملة كسورة قل يا أيها الكافرون، لكم دينكم ولي دين، وخفف هذا من المطلوب مني حفظه ونزل من فوق كتافي شوية، مما خلاني أفرح مش كتير قبل أن أكتشف أن أي حاجة كانت أرحم من الأحاديث التي لا تنتهي ونازلة ترخ على دماغي ومانيش مرحومة يوم واحد منها ولحد الآن وصلت أني حافظة 2 مليون و717 ألف حديث وطبعا داخلين في بعض، وكل ما أعتقد لوهم أو لآخر أنه لا أحاديث أخرى في الدنيا أجد أبي طالع لي بعشرة، عشرين حديث جداد وليس الحديث فقط ما أحفظ ولكن معه كل العنعنة، كل رواة الأحاديث من أول سامع له إلى ذلك الأخير من السامعين، مما أوصلني للجنان وأصابني بضيق تنفس وضرب أعصابي في حتة حساسة تقريبا كسها ودفعني للتسأول هو كل الناس دي كانوا قاعدين جنب الرسول بيعملوا إيه وبعدين دول زي ما يكونوا قاعدين له على الواحدة كلما نطق يا حول الله ولو بحرف يتحول إلى حديث وأبعت ع السنة واحفظي يا أسمهان كذلك الحديث عن توتة عن وليد عن خالد عن أحمد وائل قال سمعت رسول الله يقول: ك.
وللأمانة بدأت أخاف على نفسي وأقلق على دماغي من أن يأتي وقت لا أستطيع التفرقة فيه بين آية وحديث وحدوث هذا ليس ببعيد، هو مؤكد لأسباب الأول منها عدم وجود مصادر أخرى لتعليمي فأبي لا يؤمن ولا يعترف ولا يصدق أن هناك مصادر أخرى وقد حلف بالطلاق أني طول ما هو حي لن يسمح لي بالنظر إلا في القرآن وكتاب عذاب القبر وكتاب عن كيفية الوضوء وكتابه هو عن كيفية الكشف عن الكفار من المسلمين. وحرص دائما على عدم وضع أي كتاب زيادة عن هؤلاء أمامي وكانت مكتبته متحرمة علي والوصول اليها مستحيل لوجودها في غرفة نومه مع أمي والدخول إلى صحن الكعبة أسهل بكثير من دخولها فمن الممكن لو تزوجت خادم الحرمين أن يدخلني معه، لكن أمي لو انقطمت رقبتي هتفرح لكنها لن تدعني أدخل غرفتها وهي أهون عليها وزي العسل على قلبها أن تجد كل الناس وحتى كلاب السكك داخل الغرفة من أن تراني قريبا من بابها ووارد قوي تكسرني لو قربت بس منها. ولا سبيل لذلك الدخول ولو في عدم وجودهما فيها بسبب ذلك القفل الذي تضعه على الباب وأنا نفسي أشوفها مرة من جوه وليس البحث في مكتبة أبي التي من غير ما كان حلف لم أكن لأنظر إليها فلا الكتب تهمني ولا لي صبر على القراءة، والسبب الثاني لهذه اللخبطة الحاصلة في دماغي هو خناقات أبي وأمي التي يستخدمان فيها عدد كبير من الأحاديث، هو يقول قال الرسول وهي ترد بقال الرسول، وما همني أنا سوى أني عرفت ويا ريتني ما عرفت أن الرسول له أحاديث عمري كله لن يكفي لأحفظ نصفها فمن الواضح أنه تكلم في كل حاجة وأي حاجة ومهما كان الموضوع الذي قامت الخناقة لأجله فهناك أكثر من 100حديث تقال قبل أن ينتهيا وحتى الأمثال الشعبية اكتشفت أنها أحاديث فأمي لما أكدت لأبي أني للأسف سأكون صورة بالكربون منها في الجمال والخفافة استعانت بالحديث المروي عن أشرف عن معتصم عن دلال أم سعد فعنه أنه قال إقلب القدرة على فمها تطلع البت لأمها، ورد أبي بحديث عن كمال عن شكري عن الحاج سامي أستيكة أنه سمع الرسول يقول البت هكذا أو هكذا لابد مرجوعها لابوها. واتأكدت انه لا مانع من تأليف حديث ونسبه للنبي في حالة الضرورة التي تنفع تكون أي حاجة، خاصة اذا كان ذلك لكبس الناس الكفار كما علمني أبي عندما منعني أخي المحنكر من النطق بتحيات الكفرة، صباح الخير ومساء الخير، لأن تحية الإسلام كما جاء في الحديث عن أبو قطة أنه قال سمعت رسول الله يقول إذا أردتم أن تتحابوا فافشوا السلام بينكم، قيل وما السلام يا رسول الله قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولنفس الراوي حديث يقول من قال لصاحبه صباح أو مساء الخير أو آلو أو سعيدة فالاثنان في النار. لم أصدق المحنكر على طول فيما قاله لأن أبي لم يذكر شيء عن هذا في درس الألفاظ الإسلامية وكنت أحييه بصباح الخير فيرد السلام عليكم، لكنه لم يقل بتحريم هذه التحيات ومع ذلك قال لما سألته، المحنكر كلامه صحيح، الرسول في زحمة المسئوليات والمشاغل غاب عن باله بعض الحاجات وهذه غلطة البطانة التي كانت حوله فمن واجب المسلم إذا لم يقل الرسول شيئا في مسألة، أن يذكروه ولكنهم منهم لله بقا لم يفعلوا واحنا مش هنكرر ما وقع فيه السلف ونحاول مجتهدين سد هذه الثغرات ونقول ما لو كان الرسول حيا لقاله طالما هناك مصلحة إسلامية، ومن الجائز شرعا أن يتقول كبارات المسلمين على الرسول بغرض إبقائه عايش في النفوس والتعامل معه على اعتبار أنه لم يمت ولا شاف موت وموجود هو في مكان خفي يراقب ويتابع ويرسل كل ما هو جديد من الأحاديث.
لأجل هذا كان أبي يخلص كل مصالحه بالأحاديث فقط دون حومان حول القرآن لأنه كما قال مش قد ربنا وليس هناك داعي لشحططة الآيات في أشياء وأمور تتحل عن سكة السنة التي بها ملايين الأحاديث بينما القرآن ما يكملش سبعة الآف أية. وبدأت أقتدي بالمحنكر وأفعل مثله ولا ألقي إلا تحية الإسلام على الناس المسلمين ولا أرد على من يصبحني أو يمسيني بالخير، واذا اضطررت لإلقاء التحية على ناس كافرة كيوستينا أقول لها ما يقوله المحنكر، يلعن دين أمك ع الصبح أو ع المسا حسب الوقت الذي أصادفها فيه وغالبا ما يكون ذلك قبل النوم بساعة وهذا غصبا عن بوزي، لإن أمي الست التي هي في نظري شرموطة، لم يكن لها تقل على العبادات والفرائض وتريد دخول الجنة على قفا حد، فكانت تسعى لضم يوستينا لحديقة الإسلام وإخراجها من نصرانيتها التي ترى أنها والكفر واحد، وعلشان بتحب المنظرة والتباهي بما تفعل أصرت على حضوري دروسها اليومية لتفرجني على كيف تكون هداية الكفران بالله.
وولا أنا طايقها ولا متحملة أسمع صوتها، وبالنسبة لي يوستينا دي كلبة وولا تسوى مساحة جزم، لكني فشلت في الهروب، خصوصا بعد تراجع أبي واتخاذه لموقف مائع حسسني أنه لرجل خول، رغم ثورته في الأول ومحاولات التشويش والحرب المسعورة التي شنها ضد أمي استنادا إلى الحديث المروي عن أبو العز عن رشا كمال عن عفت والقائل من ساعد نصرانية على الدخول للإسلام فهو خصيمي دنيا وآخرة وحسبي الله ونعم الوكيل فيه، ولم تكلف أمي نفسها وترد عليه بحديث مع أني متأكدة أنه عندها واحد أو أتنين واكتفت بأن قالت له، أطلع بره يا معرص. وهي كانت محقة بوصفها أبي بالتعريص لأني كنت على علم بسبب موقفه الحقيقي الذي قاله لي ذات درس عندما أحس أنني ممكن في أي وقت وعن طريق صدف الحياة أن أشاهده وهو متلبس بنيك يوستينا، فأفهمني أنها في عرف الإسلام تعتبر ملك يمين، وشرح لي على أساس أني حمارة لا أفهم، أنه يجوز له بناء على ذلك التعامل معها كما لو كانت زوجته وقال أنه يفعل ذلك فقط إحياءا لسنة الخلفاء الراشدين وغير الراشدين والصحابة الكبار والصغار والتي لم تختفي من حياة المسلمين إلا من قريب، وعن الرسول أنه قال لواحد كان معدي من جنبه مش فاكر اسمه دلوقتي، أصحابي كالنجوم أيهم اقتديتم اهتديتم، وهي في النهاية نصرانية حلال ضربها وسبها ونهبها ونيكها وقتلها، يعني الموضوع بسيط. وأنا بصراحة ما كان يعنيني ما قاله أبي ولا ما تفعله أمي وتتحرق يوستينا، أنا فقط عايزة الليلة تنتهي ويتركوني أتخمد وأنام لأني أقوم عند صلاة الفجر وهما لا تفعلان وقلت لأمي ذلك وكعادتها لم ترد علي، طنشت وكأني لم أتكلم وأنجعصت بسلامتها وقالت ليوستينا أنها ستحكي لها عن واحد من الذين شرفوا الإسلام وتركوا لنا مواعظ وحكم جننت الكفار وجعلت الكافر الضعيف كافر قوي متمسك بكفره لأنه عجز عن فهم إيه الموضوع وسيدنا عبد الفتاح كان من ضمن معجزاته أنه كان واقفا يتبول في أحد الزناقير وفجأة رأى ثلاثة رجال يقفون أمامه ويطلبون حمايته من وحش عضاض يجري خلفهم، سيدنا عبد الفتاح لم زبره يا بت يا يوستينا ولكلكه بسرعة أول ما وجد الوحش أمامه وسأله بزعل، مالك ومال الناس دي يا وحش، فرد الوحش وهو واقف يتنطط بأن هذا هو أكل عيشه وهذه مهنته، الاعتداء على البشر وأن الله مسلطه على الشر وهو مش صايع علشان يعترض على الخالق ولا هو من النوع البطران على النعمة ليطلب من الله وظيفة أخرى، وهدد سيدنا فتاح بالقرقشة لو أطال معه في الكلام، كعبش سيدنا تاح وشه وشخط فيه، أخرس انت فاكر نفسك مين، ده أنا سيدنا عبدالفتاح ولا عامل نفسك مش عارفني، شخر له الوحش وضحك وقال، انت عجبتني، استبياعك ده بسطني قوي وباين عليك كنت بتتناك وانت صغير، وعلشان ده فكرني بطفولتي خد المسلم وسيب لي النصراني واليهودي واختفي من وشي.
نظرت أمي ليوستينا في عينيها وقالت، شايفة فايدة أن الواحد يكون مسلم حتى الوحوش أومات قلوب زلط تعلم أن دينا هو أحسن دين .
- والنبي يا ستي الوحوش في كل حتة وخصوصا في البني آدمين، طب ده أنا في مرة وأنا عندي 15 سنة، كنت واعية لروحي وأمي مفهماني كتير وكنا يوم مولد العدرا، ودخل علينا راهب من بتوع الدير كان له اربعين، واحد واربعين سنة مترهبن، بس عليه كرش ولا بطن المرة الحامل، حطينا العشا وجينا نقعد، معرفناش نقعد منه يادوب المكان ساع أبويا وأمي، شطب على كل الأكل اللي كان قدامه ع الطبلية واللي كان متشال لي أنا واخواتي في المطبخ وانا متغاظة، هاطق وهو باين على وشه أنه لو طال حد فينا هيضربه، يعضه، ياكله، ينيكه، ايوه يا ستي والنبي زي ما بقولك كده، انتي لو شفتيه وهو قاعد بعد العشا يفشخ ف البرتقان ابو صرة ويبحلق في ابويا شوية وامي شوية وانا شوية لما خلاني اترعبت وقلت ف روحي دي بيانها ليلة سودة، والمصيبة انه بايت، ولما البيت كله نام، فضلت صاحية، خايفة أنام، وآخر ما تعبت قمت قفلت باب الأوضة بالمفتاح ليطلع ينكني ولا ينيك امي، واحنا عندنا ف الدين اهم حاجة أن الواحد ما يبقاش ف بيته ويتناك على غفلة.
- جدعة يا بت واحدة غيرك كانت راحت نامت ف حضنه علشان البركة
- الا كده يا ستي ده يغور وتغور البركة اللي تيجي من وشه وهي الواحدة فينا ليها ايه غير سلامة كسها، طب ده لوكان قرب مني ولا لمسني بعد ما كسر رقبة امي وناك ابويا بعد ما ربطه ف السرير، كنت قلت له، احه يا كس، بس الحمد لله والشكر لله اول ما رأيت اللي حصل نطيت م الشباك وجريت
- طب والعيلة
- والنبي يا ستي ما فيه احلى من راحة البال،  بلا خوتة، ده حتى عندنا ف الدين كده، ابونا كرولوس لما الكنيسة مسكت فيها النار، نط م الشباك وسابها تولع
- ش
وقالت يوستينا تؤكد على أنها ولا مرة منذ أن هربت من بيتها تحس بالانشراح وهدوان السر الا من ساعة دخولها عندنا، لدرجة جعلتها تنسى الموقف الندل للرجل البخيل الذي كانت تخدم عنده قبلنا واستغنائه عنها بسبب قال أن الأقارب والأصدقاء والجيران والمعارف ومعارف المعارف كانوا يخترعون الأسباب للبيات لديه، للتمكن من النوم معها، وهي مع الوقت والزيادة في الأعداد هلكت وما عادت تستطيع الملاحقة عليهم رغم اعتبارها الأمر كغيره من أمور البيت، الطبيخ، التنفيض، غسل المواعين، وأكدت أنها لم تخدم أبداً في أي بيت إلا واتناكت فيه من الكبير قبل الصغير، ولكن في هذه المرة بالذات ولتصاعد شهرتها، طغي جانب إرضاء رغبات الضيوف على باقي جوانب الخدمات المنزلية، فأهملت وأصبح الرجل لا يجد في بيته لا راحة ولا أكل ولا حاجة نضيفة وحتى مش طايل ينكها، فتحجج بذلك وأعطاها لأبي الذي أحتكر جسدها هو وأخي المحنكر الذي أعرف أنه ناكها أكثر من زوجته بحجة أنها برضه ملك يمين ولا يصح ترك ملك اليمين هكذا دون نيك، أو كما وشوشها واصفا زوجته بأنها ليست طرية وجميلة مثلها وأن دماغ مراته ناشفة وما بتعرفش تمص.
وهي للحق لم تكن تسعى لذلك ولا ظبتها مرة طوال مراقبتي لها، تطلب أو تلح في هذا الأمر، بل وكانت من أول نيكة لها في البيت تحكي لأمي ما يحدث لها لدرجة وصلت لحكاية التفاصيل – وهو ده اللي كان مصبرني على شرمطة أمي – بناء على طلب صريح من أمي التي ما أن نطقته حتى وجدتني سعيدة لأن نفسي كانت رايحة له جدا، بس كان مستحيل أطلبه أنا لتعارضه مع أخلاق البنت المسلمة وكمان علشان يوستينا ما تاخدش عليا.
وهي يوستينا التي ناكها كل من له زبر وأنا ما زلت للآن لم يقل لي أحد سلامو عليكم، وكأنها ما صدقت أمي تقولها، ما تقوليلي يا بت سيدك بينام معاكي ازاي يعني. حتى قالت فورا، عسل يا ستي والعدرا باسطني غاية الإنبساط ومكيفني يا ستي ورا وقدام وخفيف، خفيف زي النسمة ولا الحنية يا لهوي، حنين زي ما يكون ابويا هو اللي بينكني، ينكتوا فيا مهما ينكت ولا يوجع ولا يقل قيمتي ولا ينزل من عليا الا وانا متروقة، وايه بقا شبع شبع يخلي الواحدة ممكن تقضي لها شهر من غير ما تقول عايزة اتناك ولا كسها ينقح عليها، يا بختك بيه يا ستي .
لعب الكلام في دماغ أمي وبعد أن سألتها، والنبي صحيح الكلام ده. قامت متلخبطة، تتحسس جسدها وقالت، هاجيب حاجة من الدولاب وجاية.
وظللت مع يوستينا، تقشر فول سوداني وتناولني وتحكي لي عن مغامراتها مع الرجال بشكل بوظ اعصابي التعبانة اصلا، ونشف ريقي وخلاني قاعة بأكل في نفسي ولم أستطع مواصلة السمع، كنت محتاجة أن أري بعيني. تركتها بحجة أني ذاهبة للتبول وتسحبت على مشط قدمي لما اقتربت من غرفة نوم أبي، وانحنيت أنظر من خرم الباب، وجدته مسدود من الداخل بالمفتاح، كرهت المفاتيح ومن يصنعها، ولم أيأس وكان لازم قوي أطلع لي بمنظر أو أتنين أتعلم منهم، وتملكت مني قلة الأدب ودخلني التهور فحركت أكرة الباب وأنا مرعوبة، لكنه كان مغلق أيضا بالمفتاح، كس أم المفتاح، ووقت محاولتي البحث عن طريقة تسمح لي بالرؤية، سمعت أمي تقول بصوت متقطع، كسي يا رب، كسي يا رب، ثم تسكت لتقول من تاني، يقطع النيك واللي يحبوه، ثم صرخة مكتومة وكأنها تكز على أسنانها وقالت، شوية عطف يا ابو العيال، خف شوية، يهدك ربنا. وصمتت هي بينما ظل صوت غريب، جديد على أذني، ولأول مرة أسمع صوت لا أعرفه صادرا عن ماذا، يهزني هكذا وأجدني أبلع ريقي تلقائيا وأضغط على صدري وجاءني يقين لا أدري من فين، أن هذا صوت دخول شيء في شيء وبالعقل كده يكون هذا صوت كس أمي وهو بينضرب.
ولما سكتت الأصوات قمت على حيلي دايخة، اتسند على الحيطان وحالتي النفسية زفت أكتر من الأول.
ثم عادت أمي بعد قليل، مندفعة، شعرها منكوش وعرقانة وبزازها بتضرب في بعضيها من تحت الجلابية التي تلبسها على اللحم وهجمت على يوستينا تسحبها من شعرها وتقرصها وتلطش فيها وتسألها بغيظ واحدة مجنونة، هو ده اللي خفيف يا كلبة، كنتي هتنفعيني انتي لما يحصل لي نزيف يل لبوة
- ورحمة النبي كان خفيف يا ستي
- يا بت ده أنا عيانة وصحتي اتعدمت وانتي تهديني ع التهلكة والضياع، وانا اللي باعاملك كأنك مسلمة يا وسخة يا بنت الكلب.
انقطع نفس أمي وانبطت لا تتحرك، وأنا لن أنكر أني كنت مبسوطة جدا بما يحدث، فأخيرا تعاركوا مع بعض ولو في يدي كنت جعلت الأمر يستمر حتى تقتل أحداهما الأخرى أو يموتا معا، ليس هناك فرق عندي بين موت أمي وحياتها، هي بالنسبة لي غير موجودة ولم أتعلم منها حاجة مفيدة وحتى ما سمعته منها من أحاديث كانت تقولها في مناسبات تجعلني أشك في صحة هذه الأحاديث، كأن يكون لديها باقي طبيخ وتريد أن نأكله لأنها تستخسر التخلص منه، فتقول لتجبرنا على الأكل، ده النبي قال اللي ياكل كوسة ياخد بوسة. ولم يجري بيني وهي الا كل شر وأراها غبية ،جاهلة، إسلامها ضعيف زي القزاز الرخيص ومش جميلة وليست مهمة خالص، وهي عندها كل الناس حبايبها وحلوين ودمهم خفيف على قلبها إلا أنا، وأكتر ما تبادلناه طول عمرنا مع بعض هو تحية الإسلام لوصل صلة الرحم، مش لحاجة تانية، ويعود كل هذا البعد بينها وأنا إلى القناعة التي أدخلها أبي لي ولها منذ البداية، من وقت أن، بدأت أعي، وبقا ممكن أني أفهم وهي أن المرأة لا تفسدها إلا المرأة، وكان دليله قصة سيدنا آدم مع أم القاتل المجرم سيدنا قابيل، فهو يرى أن اللي خلاها تفسد راجل، عارفة يعني ايه راجل، يعني الحكمة والعقل، يعني القوة وجمدان القلب، يعني الحمشنة، فما بالك بست مثلها، دول يخربوها وقد ورد عن فريد عن عثمان البغل عن فتحي ابو البت مي، أنه قال سمعت رسول الله يقول، أن أكثر أهل النار من النساء. وأضاف بعد أن لكلك شوية رز في قبضته وحدفهم في فمه، مؤكدا أني لابد أنا أعرف أن أسوأ ما أتى به الإسلام هو منعه قتل البنات وفتح بذلك أول باب للزعل مع اجدادنا الكفار الذين كانوا حكماء وينظرون للبعيد ومتعرفين على الخطر الكامن، المعشش في النساء، وهذا هو ما دعى سيدنا أبوهريرة وسيدنا عبدالله ابن عمر وسيدنا أبوبكرة وغيرهم من كبار رواة الحديث إلى محاولة تدارك الموضوع وإرجاع أمر التخلص من البنات عن طريق الأحاديث العظيمة التي ألفوها مخصوص، رضي الله عنهم، للتأكيد والتدليل على أن الجدود الكفرة كان عندهم حق، لذلك تجدي لهم أحاديث تقول أن المرأة أخطر من الشيطان وأشد ضررا منه ومن مبطلات الصلاة زي الكلب والحمار وأنهن ناقصات عقل ودين وسفيهات والمصدر الأول للنجاسة والقذارة وقلة الأدب، وأنهن لو تولين أمرا يجعل الله فيه الخراب والفقر، وأن الضرب المفضي إلى الموت في جهنم أفضل من مصافحة المرأة التي تعتبر، كما ورد عن السلف الذين هم محبوبين جدا من الله، زنا. وقرأ لي من كتاب لسيدنا بلبل المدقراتي، صلوات الله عليه، فقرة يقول فيها، أن المرأة هي أكثر قدرة في السيطرة على الرجل ولخبطة كيان أمه، وجعله جالسا مش عارف يلم روحه، وتوصله إذا كان سهل الاستثارة إلى أن ينزل اللعاب من فمه كالسيل ويصبح عرضة لكلام العيال التي تصفه بابو ريالة، لذلك عندما يعتبر اصدقائي الشيوخ والفقهاء أن صوت المرأة عورة، أقول أحسن، يستاهلوا، يعني واحد رضي الله عنه زي حالاتي كده، محترم ودقنه عند زبره والجلابية والطرحة اللي على دماغه لونهم ابيض زي الفل، وجالس يقول قال الله وقال الرسول، ثم تدخل عليه امرأة وإن كانت لا يظهر منها سوى عينان وتتكلم ان شالله في الدين وتسمعني صوتها، وما دمت عرفت من الصوت أنها أنثى، أول الأشياء التي ستحدث لي ولأي شيخ، أن الزبر سيشتد عوده ويتحنبط، ولأن الرجل مخلوق هش امام الكس سيكون كل سعيي أنا العالم الجليل إلى انتهاز الفرصة لوضعها تحتي ومن ثم أنيكها وأخسر ديني. لذا ولأجل الرجال المساكين أؤيد عدم وجود أي مللي في جسد المرأة الا ويحسب عورة، فقد ورد عن الرسول بخصوص  شيوخ الأمة أنه قال، رفقا بالقوارير.
توقف أبي، أغلق الكتاب، تكرع كأنه واكل خرا وقال والحمد لله نجحت هذه الأحاديث في جعل المرأة في هذه الأيام الإسلامية المجيدة، وكأنها ميتة.
ومع كل ما سمعني اياه، تجاوز أبي عن موضوع خطير زي أن أمي لا ترتدي الحجاب أو حتى تضع إيشارب تغطي به شعرها في البيت أو خارجه، استنادا منها على الآية التي تطالب بغض البصر، وكما قالت تفصيلا، أومال الرجالة هتغض بصرها عن ايه. ولم تقتنع أو تأمن بالألف ونص حديث الذين ذكرهم أبي لها بخصوص أهمية الحجاب، مؤكدة لي بذلك أنها منكرة للسنة الشريفة وترى الجاموسة ان آية واحدة، يتيمة أقوى وأحسن من كل الأحاديث، مع أنها في كل مسائل حياتها لا تطبق هذه القاعدة ولا تأتي بسيرة آيات وتنهي مصالحها بالأحاديث، وأن كان أبي أتشرمط وسكت عليها، فأنا لم أعديها لها، لأني مش قادرة أعمل زيها، أشمعنى أنا يعني رابطة دماغي ليل ونهار، لكني أعود أصبر نفسي بأن هذا تقربا مني لله، فكلما بص عليا وجدني متحجبة، رضا عني.
وكرهي ليوستينا لم يكن سببه الغيرة لانفرادها بحنية أمي التي لا أعرف عنها حاجة وما شفتهاش، وأنما لأن الأخلاق الإسلامية الممتازة تحض على كره النصارى واعتبارهم كفار لا يعاملون بالحسنى وحرام شرعا، الحياة معهم بود أو سلام، وأن،كما قال أبي، المسلم القوي أحسن مليون مرة عند الله من المسلم الخيخة، وعن يحيي عن حسن عن عبدالله ابو نضارة عن احد عفاريت الأسفلت أنه قال سمعت رسول الله يقول، عدوك عدو دينك، وأنه مستحيل لدرجة أن أبي حلف يمين طلاق، أن يصفى قلب النصراني للمسلم، وأنه لو يوستينا هذه طالتني واتمكنت مني لن تترددفي قتلي، وأكد أنه عارف الناس دول كويس. وأبي ما شاء الله عليه يعرف جيدا كل حاجة، بس عيبه الذي موقف نفسي منه دائما هو إصراره على أني أحفظ كل ما ينطق به، كل حياته الحفظ والتسميع، واذا ما قدرتش أفتح بقى في موضوع القرآن والسنة لأن الموضوع له علاقة بربنا، فقد حاولت الفلفصة والهروب من حفظ دروس التاريخ الإسلامي، لكنه قيدني بالحديث القائل رضا الرب من رضا الأب، ولأن عمره ما نسي للحظة واحدة أنه المرشد العام لجماعة الأخوان المؤمنين، دعاه هذا ليطالبني بحفظ التاريخ السري للجماعة وكل يوم خميس بدلا من أن أقرأ سورة الكهف قبل أن أنام، يجعلني أسمع له ما ظل يحفظني أياه من وأنا عمري سبع سنين وإلى الآن وأنا ماشية في التسعة وتلاتين، 32 سنة يقول نفس الكلام والجمل ووالله العظيم أول ما يبدأ يتكلم، أردد معه في نفس اللحظة وكل كلمة عنده هي نفسها عندي، أنه رجل ممل والمفروض ياخد جائزة للصبر وطولة البال لكونه يظل 32 سنة ما يقوله هو هو دون إضافة أو حذف أو نسيان أو لخبطة في الترتيب بشكل مذهل، معدي، صنعني مثله لا أخطئ، ومجرد أن يطلب مني التسميع أقول وأنا مغمضة عنييا، دخل الإسلام مصر في العام 1971 على يد جماعة الأخوان المؤمنين التي بعثها الله لتفرض الدين الحنيف وتحارب كل أشكال الكفر والإفساد في الأرض وللقضاء على التعريص في مصر، كل هذه الأشياء التي كانت تنتشر بصورة فاجرة في المجتمع، وكان السائد بين الناس أن اللي في نفسه حاجة يعملها، الحجاب تلبسه النساء أو لا تلبسه، والنصارى يتصرفون بحرية ولاهاممهم حد ولا كأنهم في دولة تتدعي الإسلام وحاكم البلاد الطاغوت النجس يبني لهم الكنائس، وقد ساد الباطل وإباحة المحرمات، فكان الرجل يجد أن ما هو حلال أكثر ألف مرة مما هو حرام وهذا أبعد بين العباد وربهم وأعماهم عن سنة الرسول وانشغلوا بتمجيد الراقصين والراقصات وإهانة أئمة الإسلام وتجاهلهم، رغم أن لا أم كلثوم ولا محمد عبد الوهاب ولا عبد الحليم والملعون طه حسين والزنديق نجيب محفوظ ويوسف أدريس وصلاح جاهين وفؤاد حداد ورشدي أباظة وعمر الشريف وفاتن حمامة والدلع كله سعاد حسني وست الكل تحية كاريوكا، كل أولئك المفسدين في الأرض، الضالين والمضلين ومن على شاكلتهم، لم يقدموا شيئا للإسلام وما يبرعون فيه لم يذكر لا في قرآن ولا في سنة، وما كان الرسول العظيم يسمع أم كلثوم ولا يرتاد السينمات ولا يقرأ الا في كتاب الله، وما هم فيه هو بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وكل هذا كوم وعدم اعتبار الحجاب فريضة دينية كوم آخر لتعارضه مع الحديث المروي عن بدير عن طلعت عن أبو نورا أنه قال سمعت رسول الله يقول، بني الإسلام على ست، أولها الحجاب. وقبل أن يوفق الله الجماعة ومرشدها إلى نشر دينه في البلاد، كان المسلم لا يتاح له على مدار سنة كاملة من التجول في أنحاء البلاد، رؤية امراة منتقبة تعلم شرع الله القائل أن وجه المرأة إلى أن تموت لا يراه إلا أثنان من جملة ما خلق من الذكور، الأب والزوج، وفي حالة الأب يشترط قوة إسلامه، أما أن كان خولا وعلق في إسلامه، تمتنع المرأة عن الظهور أمامه بوجه عاري وتستعوض ربنا في أبوها. امرأة تمشي وكأنها شيء من الأشياء، برميل، شوال، بحيث لا يستطيع الناظر اليها تحديد جنسها أيه وهي لا يبدو عليها أنها إنسانة بالمرة، وإنما اقرب لأن تكون دولاب أو غسالة متحركة، إنه منظر إسلامي يبهج القلب ويهوي على المراوح ويهدئ الأعصاب فلا وجود لطيز ضارب للخلف ولا بز متقدم للجسد، لكن الضلال والعيش في الجاهلية كانا يحرمان المسلم من أجمل المشاهد الإسلامية التي يتضاءل بجانبها أي شيء آخر من نصرة المظلوم إلى رؤية وجه النبي، وأيضا لم تكن قد ظهرت بعد تلك النماذج المشرفة للمرأة المسلمة التي لا تخرج من بيتها إلا إلى قبرها. إلى أن أتم الله فضله علينا وأدخل نور الإسلام إلى قلب الحاكم الكافر وجعله يعلن لكل ولاد المتناكة الكفرة أنه الرئيس المؤمن لدولة مسلمة تعيش على العلم والايمان، وكان يقصد بالعلم العلوم الإسلامية طبعا كصناعة السبح وتجليد المصاحف وخياطة سجاجيد الصلاة، لكنه عاد وارتد ودخل في الكفر مرة ثانية ولم يرتدع ولم يستجيب لتحذيراتنا التي وصلته مرارا وبذلك حق عليه قول الله، أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، وعندما أصر على عناده وتكبره ورفض أن يلبس زوجته وبناته الحجاب وأن يرتدي هو الزي الإسلامي ويطلق لحيته ويضع السواك في جيبه، فقد وجب تنفيذ أمر الله فيه، وقتل وهو على كفره ومعصيته وزمانه لأن في جهنم وبئس المصير، وكنت دائما أقف عند هذا الجزء وأسأله هل صحيح أن الجماعة هي التي قتلت ذلك الحاكم، أم جماعة الجهاد ودائما كان لا يرد ويحسسني بصمته أني لم أقل شيء ولسبب مجهول، فاجاءني في المرة الأخيرة وقرر أن يجيبني.
سحبني من يدي كالجاموسة، مما أربكني واكتشفت أني وصلت إلى حد أن لمسة أي رجل لي تجعلني أسيح وأدوب ولن أقول بم لو فعل بي أي حاجة، فتح باب إحدى الغرف المحرمة علي والتي لم أدخلها سوى دخلة واحدة بطريق الخطأ من حوالي العشرين سنة وساعتها ضربني أبي بكوباية الشاي في دماغي ففهمت كويس أني ما أكررهاش تاني ولا أهوب ناحيتها خالص. أمرني بالجلوس، دس يده في جيب الجلباب، أخرج مفتاح، أدخله في دولاب خشبي كبير، انفتح لأري بداخله تليفزيون كبير وفيديو ورصة شرايط، ابتسمت، بدأت أفرح، رؤية هذه الأجهزة تبهجني، ذكرتني أن ربنا لا ينسى بنت غلبانة من عباده، لا وكانت المرة الوحيدة التي شاهدت من خلال هذه الأجهزة شيئا عندما عرض علينا أبي في حصة الأخلاق بعض اللقطات السينمائية المنتقاة بواسطته ومعه أئمة الجماعة للدلالة على أن السينما ما هي إلا فسق وفجور ودعوة للزنا، ودعوة الزنا هذه هي التي كانت تهمني، لكن لم يحدث لي إلا الانبهار والانبساط وأنا حاسبة تلك الساعة من أجمل ساعات عمري. ظننت أن أبي سيكررها كما هي عادته تلك الحصةٍ القديمة، لكن لما اشتغل العرض، ظهر على الشاشة مجموعة من الرجال، يجلسون في قاعة متوسطة الحجم، بينهم أبي وإن كان يبدو صغيرا في السن والمائدة التي تتوسط القاعة تقسم الموجودين إلى فريقين متواجهين، أوقف أبي العرض قبل أن يبدأ الكلام وأشار بأصبعه يعرفني باولئك الظاهرين على الشاشة، عرفت أن الرجل الذي في الوسط هو مدير أمن الدولة وعلى شماله الضباط المهمين عنده وكانوا أربعة، والصف الذي على اليمين هم على الترتيب المرشد العام للجماعة الذي كان قبل أبي والنائب الأول والثاني له والرابع مسئول تنظيم القتل في سبيل الله، وأشار أبي إلى نفسه قائلا والخامس أنا طبعا وكنت لسه المسئول الإعلامي للجماعة. ثم ضغط على زر بالريموت فانتهى التوقف وتكلم مدير أمن الدولة، طبعا كلكم تعرفوني كويس وأنا عارف إنكم فاكرين اللي عملتوا فيكم في مرات سابقة وأنا باعترف اني ياما قليت أدبي معاكم والأخ مجدي في مرة قطعت الجزمة على وشه والأخ شكري من كتر الكهربة اللي كهربتهاله كنت خايف والله وانا باسلم عليه دلوقتي لحسن اتكهرب، ايه كانت ايام حلوة وراحت لحالها ومفيش احسن من المحبة بعد العداوة، وقبل ما ندخل في الموضوع احب اعرفكم انه من دلوقتي ولا واحد فيكم هيتمسك أويتبهدل، ولا حد هيقرب منه، انتم من الآن ممنوع عليكم المعتقل ومعفيين من التعذيب، وانا دلوقتي باكلمكم نيابة عن السيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الداخلية بشكل رسمي، يعني ممكن تعتبروني واحد منهم وأن كل اللي هاقوله كأنه صادر عنهم، وسيادة الرئيس شايف انكم طاقة معطلة وصيع وده مش كويس وبيقول كفاية لحد كده خلافات ما بينا ونشوف بقا مصلحتنا وهو يري انكم اقرب جماعة لقلبه واقوى ناس موجودة الآن وعلشان ده، يبقي عيب عليكم قوي تسيبوا البلد للشيوعيين والناصريين ينشروا الضلال والكفر والانحلال وانتم موجودين على وش الدنيا وبيسألكم أمال فين الحمقة والغيرة على الإسلام وبيقولكم انتم من النهاردة ليكم مطلق الصلاحية للقضاء على أعداء الدين في الجامعات والمصانع والشوارع وأي مكان وانه يقف ورائكم ومعكم بكل قوته بمعنى إن التمويل اللازم والحماية الأمنية والحملات الإعلامية والدولة كلها تحت امركم، ان سيادته يريد مصر دولة مسلمة صح، باختصار اعملوا ما بدالكم في البلد، لكن طبعا مش محتاج اقولكم ان احسن للواحد فيكم تنقطم رقبته او يرمي روحه تحت عجل القطر من انه يجيب سيرة الريس على لسانه، ماشي. ولأن اكيد هتقابلكم حاجات محتاجة لحلول عنيفة، ضرب وقتل، علشان كده اعملوا منكم فرق تختص بالعمليات القذرة وتعلنوا ان هذه جماعات منشقة عنكم وانكم لا تتحملوا مسؤولية افعالهم وانهم ليسوا منكم، كونوا 3،  4جماعات وسموهم الجهاد، الحق، البلا الازرق، أي حاجة وأي اسم يشتغلوا بيه، وطبعا فاهمين أن أي تصرف أو تحرك هيكون بعلم أمن الدولة وموافقتها وولا واحد فيكم يتنخم من غير أذن مني او من واحد من الظباط اللي قاعدين قصادكم دول، وعلى فكرة سيادة الريس راجل طيب وحكيم وأخلاق طالما فيه التزام، لكن احب اؤكد لكم حاجة انه حالف برحمة امه وبغلاوة المدام انه لو حصل شرمطة او منيكة فاضية من اصغر كلب فيكم لينيكم واحد واحد وانا اضمن لكم ده، ده غير انتقامي انا بقا، بعد ما الريس يفشخكم، هاولع فيكم واعملكم افران زي اللي عملها هتلر لليهود، ماشي يا بهوات، اتسمع الكلام، يلا اللي عنده كلمة زنقاه يتكلم .
تكلم المرشد قائلا، احنا عاوزين. قاطعه المدير بغضب، قوم اقف وانت بتكلمني، انت هترغي وانت قاعد، فز قوم. انتفض المرشد قائما، اعتذر علشان قلة ذوقه واكمل، بعد اذنك يعني احنا عاوزين ضمانات مكتوبة ان مفيش اعتقالات لأفراد الجماعة.
- نعم يا عم مفيش اعتقالات لمين، احنا هنفهم بعض غلط من دلوقتي، لأ يا اخويا الاعتقالات هتفضل شغالة، انتم الخمسة بس اللي معفيين من الحكاية دي.
- بس كده مش هنقدر نسيطر على الأولاد ومش هينفذوا الأوامر
- بقولك ايه انت عارف كويس ان محدش يقدر يخالفك لأنهم بيعتبروا ده جهاد في سبيل الله والدين والرسول والحاجات بتاعتكم دي وكمان يا سيادة المرشد لو عافينا الجماعة من الاعتقالات، يبقي احنا كده نروح نقعد في بيوتنا نغسل مواعين، أمال احنا نعمل ايه ونشتغل في ايه لما انتم اكبر مصدر لتوريد المعتقلين، بقولك ايه مش عايز تقعد مكاني
- العفو يا باشا
- طب تيجي تقعد على حجري
وضحك مقهقها، مبسوط من نفسه، وكذلك الضباط، بينما قادة الجماعة في احيان قليلة وسط الحديث الدائر مع مرشدهم، يظهر عليهم بعض من ضيق على قد حاله، ما عدا مسئول تنظيم القتل في سبيل الله الذي كان يبدو عليه الهم والغم ومحاولاته الفاشلة في السيطرة على اعصابه ولما خاب، قام فقال، لو تسمح يا باشا
- قول يا سيدي
- هو سؤال بخصوص مصادر التمويل اللي هنشتري منها السلاح الخاص بجيش الجماعة، بعد اذنك لازم تكون حلال لأن مش معقول نطبق الشريعة الإسلامية وفلوسنا حرام.
وبحركة سريعة جعلتني جالسة يبدو على قوي الإعجاب، التقط مدير أمن الدولة زجاجة المياه الغازية التي لم يشرب منها بعد وحدفها ناحية المسئول والذي مال برأسه فتفاداها لترتطم بالجدار من خلفه وتتدشدش محدثة لدوي هائل، أفزع كل الحضور لدرجة انهم خافوا على انفسهم من غضبة الباشا المدير ولعنوا المسئول عما وصل ايه الرجل من نرفزة وتعكير في المزاج، بادر المرشد فنهره، اقعد يا شكري بلاش قلة ادب واعملي احترام.
أشار المدير للمرشد بأن يخرس ويقعد زيه زي اي صنم وتكلم هو، نعم يا كس امك مين الشريعة الإسلامية دي اللي بتكلمني عنها وعايز تطبقها، تكونش يا اد عايز تغير نظام الحكم، الشريعة دي عند امك ف البيت.
تجرأ شكري مرة أخرى وقال وصوته به رعشة وخفوت، ده مش كلامي يا باشا، ده كلام سيادة الريس رضي الله عنه لما قال في الدستور ان الشريعة الإسلامية هي المصدر الأول للتشريع ف البلد.
وقف تاني المدير على حيله، يا ابن المتناكة يا غبي مالكش دعوة بالريس يا كس، وبعدين يا اد ده انتم عندكم في الجماعة بينكم وبين بعض لو طبقتم الشريعة محش فيكم هيفضل سليم وكلكم هتبقوا اصحاب عاهات وعددكم هينزل للنص وانا مش عارف اشمعنى انت يعني اللي فارد نفسك ولا انت افتكرت روحك بقيت المشير والسلاح هيجري في ايديك وافتكرت انك تقدر تعمل حاجة، لأ اصحى يا عم شكري، الكرباج اللي انا معلم لك ضهرك بيه لسه موجود.
قام أبي وهمس في أذن المدير، هدأ قليلا، طلب الأذن بالكلام وأخذه ليقول به، أحب في الأول أن أعبر عن فخري الشديد بجهاز امن الدولة في عهد سيادتك وأشير إلى التطور الكبير الذي حدث منذ أن توليت جنابك ادارة الجهاز ومن أول لحظة وعزة جلال الله وانت لا تتعالى على ابنائك المعتقلين وتحضر كل مراحل التحقيق وتشرف بنفسك على الوسائل المساعدة لجعل المعتقل يقر بالحقيقة ويزيح عن صدره عبء الهموم والأسرار ويحيا داخل المعتقل خفيف، منشرح، ويشهد كل المعتقلين امام الله والناس شهادة حق أن وجود سعادتك اثناء التعذيب جعل الموضوع أكثر دقة واتقان وحرفنة وشغل معلمين وقد اثبت أن التعذيب فن وذوق واخلاق، ومنع ما كان يحدث من تجاوزات عن طريق الضرب في اماكن قاتلة تؤدي الى زيادة اعداد الجثث مع العلم أن مدافن أمن الدولة لم يحدث بها أي توسع منذ زمن، بما يعني أن كل قتيل يعتبر هم فوق اكتاف معاليك، مع تجاهل تام من المسئولين للطلبات المقدمة منكم بتخصيص قطعة أرض جديدة كمقابر حرصا على مصلحة المعتقل المقتول وعلى حقه في الدفن زي بقية خلق الله، رغم أن حضرتك ممكن جدا تأذي هؤلاء المسئولين وتنيكهم شامي ومغربي وتاخد الأرض اللي تعجبك.
هذا أولا، أما ثانيا، فأنا عايز اناقش سيادتك في أولويات عمل الجماعة تحت اشرافكم وأريد أن أؤكد أن كل ما يمكن أن نقوم به لا فائدة منه ولن نستطيع تحقيقه على الوجه الصحيح ولن تكون لنا شرعية أو مصداقية عند الناس وأمام أنفسنا الا عندما نقوم بأول خطوة وأهم خطوة نحو مجتمع إسلامي قوي يؤخذ قدوة لأي حد نفسه ف الإسلام، وهذه الخطوة هي فرض الزي الإسلامي من حجاب وخمار ونقاب وجلاليب بيضاء ودقون دون شوارب كما جاء في سنة الرسول، قاطعه المدير، بس يا أخ عزيز أنا طول عمري اعرف حسب التقارير اللي بتوصلني ان الرسول جاء حسب وصف القرآن له بشير ونذير ورحمة وولا مرة سمعت انه مصمم ازياء او صاحب كوافير رجالي. قال أبي مبتسما، طبعا فضيلتك كلامك مظبوط لكن احنا لازم نعلن عن انفسنا ولا يصلح ندق صلبان زي النصاري لكن ينفع نسائنا تتحجب وشبابنا يلتحوا، وكلما زاد عدد اولئك وهؤلاء في الشوارع وسط الناس كلما كان هذا اعلان عن التواجد القوي المؤثر لجماعتنا ودليل على اننا لعبنا في دماغ الناس وامتلكناها وأن مجهز 746  حديث نبوي بخصوص الموضوع، و ....
وهكذا استمر أبي يتحدث على الشاشة عن حكايته المفضلة أم دم تقيل وهكذا ندمت أني سألت ولساني الطويل خلاني اتفرج على شوية معرصين بيتخانقوا مع بعض وهكذا ينام أبي بجواري منذ زمن وهذا ما يحدث له دوما اذا توقف عن الكلام ينام وتاركني اتحرق غير عارف باين أني لحم وأحاسيس حتى انه البارد طوال التسعة وتلاتين سنة بتوعي، لم تأت سيرة زواجي المتأخر بسبب انه يرى اني مازلت لم أتأسس دينيا التأسيس الذي يرضى عنه وانه لا يمكن يبلي بي أحد المسلمين قبل أن يقوي إيماني. ومن أجل إيمانه أن الزواج نصف الدين فقد كان ينظر لي دائما على أن إسلامي ناقص وتقريبا كما قال بقصد مرات، خسارة فيا أي حاجة وانني مش عاملة أي خدمة للإسلام ويستنكر أن يكون هو أحسن واحد مسلم في هذا الزمن عنده بلوة مثلي ولكنه يلم الدور قائلا، اللهم مش هاتكلم اديني ساكت. وهو شايف كأي أب مغفل أنه فقط الذي يصبر مع أني متأكدة لو عرف صبري أنا قد ايه كان باس رجلي معتذرا، فماذا يعرف عن الصبر، يسيب الصبر لأصحابه ويتنيل يسكت زي ما أنا ساكتة من 26 سنة، يا خبر اسود، يعني اكتر من ربع قرن من العض في المخدات وبوز اللحاف والدعك في روحي والأكلان بين رجليا والهرش في الكس والكز ع الشفايف وحك جسمي في الحاجات الخشنة ودس الحلمات في بق أي عيل صغير أصادفه وكام خيارة برمتها فيا وكام خيارة اتكسرت جوايا وكام صابع موز فركت نفسي بيه وكام صابع باظو لأني في الأول قبل الدنيا ما تعلمني كنت بأقشر الموز وأزقه جوايا وكام مرة قعدت على السوستة الحديد اللي ف الكرسي القديم واضغطها بكسي لتحت واسيبها ترفعني وتحز ف لحمي لحد ما انزلهم، وكام مرة ف ال 26 سنة أحس بالذنب وقرصة الضمير والإحباط وأحط قالب تلج تحت مني علشان أبرد ناري والنتيجة بعد كل هذا العمر من العذاب والجوع الجنسي أني وصلت لدرجة ما عاد عندي أمل في الزواج والانفراد برجل، أحلامي صغرت وكل أمالي أن حتى أراه، أشوف لي زبر واحد قبل الموت ولا أريد لمسه ولا هو يلمسني، لا أريده داخلي، فقط عيني تشوفه، وحاولت كتير التلصص على أبي أو أخي المحنكر وهم يستحمون ولكن ثقب باب الحمام وكأنه مصنوع ليرى منه أطياز بس، عمري ما بصيت من خلاله وشفت حاجة حلوة ولو بيضان، كل من يدخل يعطي ظهره للباب وكأنهم يغيظوني ويوصلني الغيظ للجنون وأقرر فتح الباب والدخول بحجة أني ما كنتش أعرف أن فيه حد في الحمام، أجد الباب متربس من جوه وكنت سأعتمد على المفاجأة، فأكيد عندما افتح الباب مرة واحدة سيلف الذي بالداخل ويعطيني وجهه لأجد زبره في وجهي ويحصل لي الهنا ولما فشلت في خلع الترباس من مكانه دون أن يلاحظه أحد، تذكرت أن لي دلال على أخي المحنكر وأحيانا كنا نقوم بتهريج إسلامي عبارة عن لعبة تسمي سب الكفار هو يقول كس أم ابولهب وانا ارد يلعن دين ابوجهل، هو يقول يلعن دين اليهود وانا اقول كس أم النصاري وهكذا حتى يظهر الخاسر وهو الذي يفشل في تذكر أسم أحد الكفار في المهلة المحددة بدقيقة، وظنيت أني ممكن استعبط على المحنكر في وسط التهريج وأشد البنطلون والكلوت بجذبة واحدة، خاطفة وطبعا هلاقيه قدامي، لكن كان يرجعني عن التنفيذ أني في الحقيقة أخاف من رد فعل المحنكر فهو جايز جدا يستغل ما سأفعله ليطبق علي حد أو عقاب ديني، خصوصا انه طوال الوقت يتكلم بإعجاب عن مقولة الرسول، لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمدا يدها، وتطغي على أحاديثه جمل مشابهة في مختلف المناسبات، مثلا يقول لو ارتدت أختي الحجاب وخلعته لأقمت عليها حد الردة، أو يقول والذي نفسي بيده لو انقلع كلوت اختي ف الحرام لأرجمنها حتى الموت، أي انه بيتلكك لي وقد يعتبر رؤيتي لزبره جريمة تستوجب قطع بزازي ولا حاجة. وبعدين أنا نفسي مش مرتاحة وولا عاجبني هذا الحل، لأني لن أراه في وضع جيد، سيكون الأمر كله سريع وبه كروتة ومش هاطول أشوفه في أفضل حالاته وحتى أن رأيته فالمدة قصيرة، لا هاعرف أدقق فيه ولا أقلبه من كل الزوايا لأعرف سر عظمته وخطورته وحتى مجرد البحلقة لن اقدر عليها، وأنا عارفة نفسي، هاتنح واتسمر قدامه، لأ هذه فكرة فاشلة، عبيطة، ده كمان ممكن قوي ما الحقش أشد البنطلون والكلوت بتوع المحنكر ويرفصني برجله.
أنا أحتاج لخطة أخرى تتيح لي رؤيته على راحتي ودون أن يعلم صاحبه أن زبره متراقب، لأكون حرة في ابداء مشاعري وانا في حضرته، بس فين وكل خلفة المحنكر بنات وهذا كان صانعا لي حزن لفترة ليست هينة، لاعتقادي أن الموجود عند طفل ممكن يتحسب زبر، لكن لما نجحت في الانفراد بعيل عمره مش أكتر من سنتين، كان مع أمه في زيارة لزوجة المحنكر، أخذته من على كتف أمه، اهشتكه والعبه وواحدة واحدة ابتعد به عن الأعين ودخلت به غرفتي، ارقدته على سريري، عريته ومن بين ساقيه وهو رافعهما يداعب بهما الهواء، مددت يدي وبطرف أول وثاني صباع وكأنني أمسك حبة فول، أمسكت قطعة لحم لا يتعدي طولها عقلة من عقل الأصبع الصغير، حسيت أنه فاضي، مخلي، حاجة زفت، كنت سأطبق في زمرة رقبة الواد واطلع روحه وفكرت ارميه من الشباك، فقد كان لي هو رمز الرجولة، خذلني وعلشان ملوش ذنب، لفيته في هدومه من تاني ورميته لأمه، ما هو مستحيل يكون هو ده الزبر


والأمر يتحول معي كلما مر وقت إلى حالة هوس وعناد رهيب وأرفض الاستسلام والتنازل، أو حتى التعامل على اعتباره من ضمن المقدسات التي لم أرها بدءا من الله والرسول والملائكة والعفاريت ولو فضلت أعد ما لم أراه لن أتوقف قبل سنة، وهذا جعلني أكتشف أن الأفضل أعد الذي رأيته في حياتي لأنهم كام حاجة معروفين ومحددين فاشمعنى يعني دماغي متخشبة في موضوع الزبر، فأرد على نفسي لأن هذا ليس كثيرا فهو حقي، مزاجي، تصبيرة، بلة ريق ولو أن أبي بني آدم وبيحس ويفهم ويقدر احتياجات بنته ما كنت ترددت لحظة الآن وهو ملقح بجواري أن أطلب منه يفرجني علي زبره ويعتبر هذا من ضمن تعليمه لي فالمفروض يكون عارف أن بنت في سني من الأحسن انها ترى زبر أبوها من أن تسعى لتراه عند غيره. ووجدتني أوقظه واقول له، متعرفش سيدنا النبي كان بيكح ازاي، نظر باستغراب مكعبشا مناخيره وكأنه مش فاهم وقال، بتقولي إيه.
- قصدي يعني أعرف الكحة الشرعية لو فيه، نفسي ومنى عيني أكح حسب السنة، جايز يكون فيه كحة تخص الناس المسلمين وتميزهم عن الناس الكفار، فقال أن كل هذا الالتزام الإسلامي الحلو الذي أعيش فيه ليس منه أي فائدة وزيه زي عدمه طالما انني لسه مش متجوزة وأنه سيكمل لي نصف الدين ثم يرى ما الذي ينقصني بخصوص اتباعي للسنة الشريفة حتى في أتفه المواضيع، وحمد الله علشان يسر له التوفيق واختار خلاص لي الزوج وهو ابن ناس عريقين في الإسلام، أبوه وأمه دخلوا الإسلام في بدايته وأول ما حط قدمه في مصر، اليوم لهم 40 سنة خارجين من الظلام للنور والواد ذو أخلاق نادرة وأكد، تصدقي باللي خلقك أنا عرفت عنه انه عمره ما قال لحد كس امك يا فلان ولاحصل ابدا انه نعت أحد بإبن المتناكة حتى لو كان كذلك ولا اتسمع مرة بيتكلم عن النساء ولا له معرفة بالأوصاف المرتبطة بهن كالشرموطة أو اللبوة، ولا له في كلام قلة الأدب خالص، تصوري بسأله إيه أخبار زبرك على سبيل الاختبار، تعرفي قال لي ايه، سب لي الدين.
- طب مش حرام سب الدين
- مش ف الحاجات الحساسة دي وأنا قلت زيك كده فذكرني بحديث يحبذ سب الدين وانه مستحب جدا يومي السبت والخميس وتحديدا عند الدخول في الكلام لقلة الأدب
- وانت صدقته
- طبعا
- وهو فيه حديث بالمعنى ده
- لأ مفيش، بس الراجل حب يدعم موقفه الإسلامي المشرف واستنجد بالرسول العظيم الذي نلجأ اليه وقت الزنقة وبعدين ما انا ياما اخترعت له أحاديث، ده انا قايل له بتاع ألف حديث محصلش منهم حاجة، كلها ارتجالية وفي لحظتها. وهذا ذكره بالتحدي الذي كان دائما يحدث بينه والمرشد السابق حيث كانا يتنافسان فيمن يستمر في ارتجال أحاديث أكثر وفي كل المرات انتصر أبى وعلق قائلا، أصل أنا لبلب في حتة الأحاديث دي.
وسألته إن كان هذا فقط ما عرفه عن الرجل، رد، إن كفاية جدا علي أبو البنت انه يعلم أن جوز بنته لسانه عفيف حتى وأن ثبت كونه سارق أو زاني أو غشاش أو شارب للخمر، وافرضي اتقدم لي واحد في أخلاق سيدنا عمر، بس عرفت انه ورد في كلامه مرة، مرة واحدة، كس ولا زبر، تفتكري هاوافق عليه، مستحيل ده انا هاتف ف وشه وارميه بره بيتي وشالله ما عن أمك اتجوزتي .وفكرني بالضيف الذي طرده مرة من البيت بسبب لفظ من اياهم وساعتها سألته كيف يطرده لهذا السبب وهو نفسه وأنا وأمي واخواتي،كلنا في البيت ننطق هذه الألفاظ عادى جدا وبمنتهي السلاسة ودون أن نرى نهائي وولا مرة أنها كلمات قبيحة أو مؤذية أو بها أي خروج علي الأخلاق وأنا شخصيا طوال الوقت اعتبرتها هي الألفاظ والجمل الإسلامية المفضلة والمحببة والمطلوبة من كل مسلم ومسلمة، فقال، انه بصفته المرشد العام لجماعة الأخوان المؤمنين، ممكن في أي لحظة وعند الوصول للحكم أن يصبح خليفة الله على المسلمين وهذا يعطيه الحق في أشياء مقصورة عليه وعلى عائلته، وكما أضاف، طب أنا الخليفة وهما مين، أنا بس يحق لي أقول زي ما انا عايز، انما أي حد مش من العيلة تبقى دي سفالة وتطاول ومنيكة منه، ويرى أن عائلة أمير المؤمنين يجب أن تكون مميزة في كل حاجة وتملك صلاحيات وامتيازات ليست لغيرها، فمثلا أنا بس اللي أرد على أي سؤال يتسئل لي بأن الإسلام هو الحل، لكن أجي اتكلم مع واحد من الجماعة واسأله يرد عليا الإسلام هو الحل هانيكه، فهذه الجملة خاصة بي ولو استعملها حد من الجماعة في انتخابات ولا حاجة اعرفي انه واخد الأذن منى، لأني الوحيد الذي من حقه اطـلاق الفوازير الإسلامية ولا أنا أقل من الداعرات نيللي وشريهان، ولا عادل امام احسن مني، لأ ده أنا أحسن من اللي خلفوه، على الأقل أنا مسلم ممتاز، مسلم سوبرلوكس واذا كان هو عنده الفنكوش، انا بقا عندي الإسلام هو الحل، قاطعته لأسأله عن السند الديني لذلك فقال، السند هو عدم وجود نص تحريم بخصوص هذه الألفاظ ولم يرد عن النبي انه نهى عن قولها، لكن هذا ليس معناه الفوضى وكل عيل معفص عايز يكون زي المرشد، ثم قال عن نفسه انه ليس طاغية ومن حق زوجي بعد دخوله العائلة التحدث بتلك الكلمات المعبرة والحية. وهو أبى عموما يعني ما كان يأخذ رأي في الزواج ولا يناقشني في رفض أو قبول، تلك مسألة محسومة وخلصانة فهل ستعرف امرأة مصلحتها أكثر من المرشد الولي على الإسلام والمسلمين، لكنه مجرد بيحكي، يعلمني علشان يكون عندي فكرة ما الذي سيحدث لي وأنا لم أكن متضايقة ولا حاسة بالغضب أو القهر لأني لو حسيت فهذا لن يقدم أو يؤخر ولا يعني أي شيء وإن اعترضت أعلم أن أبي شايل لي ليس أقل من خمستاشر حديث يؤكدون على ضرورة زواجي من هذا الرجل تحديدا ولن أتفاجأ لو قال أن الرسول قال يا بخت اللي هتتجوزه. وللأمانة كان العكس هو ما أحس به وهو أنا كنت طايلة يكون لي راجل ينيمني تحت منه وبصراحة كنت حايشة نفسي من الزغاريد بالعافية ولولا أن الرقص حرام كما ورد عن فوزي عن حمدي عن احمد الديب أنه قال سمعت رسول الله يقول، أيما امرأة اتحزمت ورقصت على واحدة ونص فهي في النار، لكنت أتحزمت وشعللت الدنيا حواليا، مع أنى مش عارفة الواحدة هتتجوز ليه وهي عندها 39 سنة، ماذا ستفعل بالجواز وكيف ستعوض حرمان ال 26 سنة منذ أن وصلت للسن الذي أصبحت فيه قابلة للنيك، لكن لأن ال 26 سنة ضاعت قدام عيني وأنا واقفة مشلولة مش مالكة أمسك في السنين وامنعها من الفلتان مني، كنت مقررة وحالفة ونادرة ندر لأنتقم واذا كان من المفروض أنى أتناك من ربع قرن ولم يحصل وإذا كانت السنين هذه عبارة عن 9490 يوم، قول منهم 490 يوم اجازة من أداء الحقوق الزوجية بسببي أو بسبب يخص الزبر فهناك 9000 يوم بـ 9000 نيكة على الأقل ولن أضع في الحسبان الزيادات التي سأجتهد وأكافح لتحدث والتي من الممكن أن تجعل الرقم يصل للضعف، ولن أتنازل عن حقي ولا أريد أكل أو فلوس أو لبس وولا أي حاجة من متع الدنيا، أنا عايزة بحقي كله نيك وزي م الأكل 3 مرات ف اليوم هكذا سيكون النوم مع زوجي وبالطول أو بالعرض ولو بضرب النار لن أفرط في هذا.
وطوال أيام التحضير للزواج كان اشتعالي واصراري في تزايد رهيب اثر على جهازي التنفسي والعصبي والهضمي أما التناسلي فكان في حالة حمى وصايبني هياج مرعب جعلني اتخبط واهلوس وبطلت العب في كسي ولولا خوفي أن أصل للجنون وتفلت مني الجوازة ما كنت تماسكت ولتركت روحي تتعفرت من الفرحة ولملمتني بالنبي وأصحابه حتى وصلنا إلى غرفة النوم وأنا مش فاكرة خالص التفاصيل التي سبقت ذلك، كل ما جرى من استعدادت وتجهيزات وزفة وكلام رايح جاي بين الذين حولي لا أتذكر منه ولا شيء واحد واضح.
ومددت يدي أخلع النقاب الذي ارتديته بناء على شرط وحيد لزوجي فهو كما قال لن يتزوج من متبرجة تجلب له الكلام والحديت مع الله، ولما قال له أبى، وماله يا عم الحجاب ولا الخمار، احتد وصرخ في وجه أبى بأن النقاب هو الفريضة التي جاء بها الإسلام، وأن الحجاب والخمار ما هما إلا معصية وقلة إيمان وفتنة لعباد الله المسلمين وأقسم أن ليس هناك في الدين شيء اسمه المرأة تكشف وجهها، ذكره أبي بحديث النبي لأسماء بنت أبى بكر والقائل، اذا حاضت المرأة لا يصح أن يظهر منها سوى الوجه والكفين، لطم زوجي علي خدوده وشد لحيته بعصبية عجيبة لدرجة أن خصلة من الشعر خرجت بين أصابعه، نفخها في الهواء وقال لأبى، يا مولانا الكلام ده اتقال للسيدة أسماء ذات التقوى والورع والحسب والنسب، أسماء بنت خليفة رسول الله، يعنى متربية ع الغالي، مش بنتك اللي مهما راحت ولا جت ولا تسوى إنت وهي ضفر من ضوافر ستنا اسماء، فقياسا يا مولانا اذا كان قيل لواحدة زي دي الوش والكفين يبقى بنتك وامثالها يغطوا بالكامل لا وش ولا كفوف ولا حتى تكح، طب عليا الطلاق منها لو صدر عنها صوت في أي لحظة قدام غريب أو قريب لأقطعن أيديها وأرجلها من خلاف ولا أقولك بلاش دم هضرب لك وشها بقزازة ميه نار وأريحها لك من وشها خالص. وما أن رآني أفك الدبابيس حتى أسرع ومنعني قائلا، أوعى يظهر منك أكتر من وشك. ضحكت لخفة دمه وكنت محتاجة جدا أهوي شعري وأفرده، واصلت سحب الدبابيس، جرى نحوي وأمرني بألا أكشف شعري، أزحت يده وأزحته هو، يا كحرتها بلاش هزار بقا، سيبني
أقلع هدومي
- بقولك ما اشوفش منك غير الوش والكفين كما أمر الرسول
- يا جدع ده انا مراتك
- اخرسي مفيش حاجة في الإسلام اسمها جدع
-  طيب، ماشي، إنت عايز ايه دلوقتي
- عايزك تقتدي بسنة الرسول
-  بس أنا هانام دلوقت أنام بالحجاب كمان
- الخمار ان شاءالله هتنامي بالخمار
- يا دي الليلة اللي مش فايتة وهتنام معايا وأنا لابسة الخمار
- إن شاء الله
- طب إزاي هتعاشرني وأنا عاملة زي ما أكون رايحة الجامع
- أومال إنتي عايزة تقعدي قدامي بالحجاب ولا إيه
- يا كحرتها أنا مراتك وعادي أقعد قدامك بقميص نوم أو حتى عريانة
- استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من إبليس وأعوانه، اسمعي، تكوني طالق ومتحرمة عليا لو لمحت منك اكتر مما حددت السنة
تمددت على السرير بعد أن لبست هدوم البيت والحمد لله انه سمح لي بكشف وجهي وإلا كان زماني فطست، بينما راح هو يصلي، كنت أصبر نفسي وأهون عليها وعزائي الوحيد هو ما سيحدث لي بعد قليل، كل ما يأتي على بالي شيء يضايق أفكر روحي انى كلها دقايق وأتناك كما لم يحدث لامرأة من قبل وهل هناك واحدة تقعد لسني دى من غير ما ينضرب فيها زبر غيري أنا بخيبتي التقيلة. وأخرج من نار أحلامي لأنظر إلى كحرتها، أجده ينهي صلاة ليدخل في أخرى، ثم بعد حوالي ساعة ويمكن اكتر وبعد ما حيله اتهد، انتظرته يقوم من علي سجادة الصلاة، لكنه أخذ يتلو أدعية وأوراد خاصة بالمناسبة ويردد كل دعاء ثلاث مرات، ثم دخل إلى أدعية خاصة بمناسبات أخرى، استدرار المطر، جلب الخراب على الأعداء، ساعة كمان ضاعت، قام أخيراً، اتجه للكاسيت، وضع شريط قرآن، كنت عايزة أقول، وهو ده وقته، لكنه سبقني، نط على السرير فجأة نطة خلتني أنشرح وأفتح قلبي ورجليا، أخيراً يا مسلمين هاتباس واتحضن واتمص واتلحس، وراجل هيرفعني ويقلبني ويمرمطني في اللذة، يدخل ويطلع، يضربني في كسي شمال ويمين ويجر في لحمي جر لما يخليني مش دريانة أنا مين ولا أنا فين، دخل معي تحت البطانية، جلس بين أفخاذي وكلما أطبقت بهما حول وسطه، فكهما وفردهما بجواره، رفع ملابسي إلى فوق وسطي، مد أصابعه يقلعني الكلوت لم يجده، لمست أصابعه لحمي من هنا والرعشة مسكتني وبدأت أتنفض، يده بعد التجوال لم تمسك بشيء، سألني، كلوتك فين يا أسمهان. قلت له وأنا أشد كفوفه أرجعهما إلى جسمي، مش بالبسهم. قال يا حول الله، جلس مقرفصا في الظلام، رفع يده لأعلى وبعلو حسه دعا الله أن يوفقه في الفتح وغيره وأن يسهل له الدخول وييسر له الخروج وأن يمنع زبر إبليس من الدخول معه في كسي وأن يجعلني ركوبة له في الخير وإلى الخير، ختم قائلا، اللهم اكفني شرها وقني من النجاسة واعفو عنا يا كريم. كتمت غيظي ومنعت أنفاسي الغاضبة من الخروج بصوت مسموع ولم أجرؤ على مد يدي تحت بنطلونه لأمسك زبره ليطمئن قلبي ولأذوق حلاوة ملمسه ومدى نشوفيته وأعرف مقاسه حتى أعلم هيروح فيا لحد فين، هيسدني ولا هيدخل يلق جوايا. أخرج زبره بحركة واحدة سريعة من فتحة البنطلون دون أن يتكلم أو ينبهني ومال علي من غير ما الحق أشوف منه حاجة وما عدا بعض الألم الخاطف الخفيف ومع انه لم يفشخني كما كان في نفسي وضمن أحلامي، عدى فيا ومجرد استقراره داخلي حسسني أني ملكة وأني البنت الوحيدة السعيدة في الدنيا، ولم أتوقع أبداً عند اندساسه بي انه يلغي العقل وسيخرج مني شخرة مش من الحنجرة ولكنها عن القلب، انزعج كحرتها ونهرني وأمرني بكتم الشهقات وحذرني من صدور أي أح أو أوف أو حتى تنهيدة والا هاكون بخرب على نفسي وأعرض روحي للتأديب الإسلامي، قلت لنفسى، وعلى إيه بلاش منه الصوت ولأعبر عن اعجابي وامتناني وحبي القوي لوجود زبره في كسي عن طريق الحركة، رفعت نصي التحتاني قليلا حتى لبس فيّ تماما ولم يعد هناك أي مساحة خالية ولو لبعض الهواء ولكني وجدته يثبتني ويمنعني من الحركة، يزنقني في حافة السرير بحيث لا أقدر علي أي حركة، سألته، فيه ايه، لم يرد وإنما أخرج سبحة من أم 99 حبة من جيبه وبدأ يسبح وأنا لا أفهم ما الحكاية ولماذا هو واقف، أنه حتى لم يسحب للخارج سحبة واحة والوقت يمر واحساسي بزبره يقل مع الاعتياد وأوشكت اعتبر نفسي لا اتناك، لذلك طلبت منه الحركة زى بقية خلق الله، قال مزمجرا، وبعدين يا أخت أسمهان، تذكري وقارك والتربية الإسلامية الحميدة التي نشأت عليها. قلت بعفوية وعلى الفطرة، نعم، قال ببرود، اتقي الله في نفسك وزوجك ودينك.
ولأن الصدمة في حالات مثل هذه تكون مدمرة وتجعل الواحدة وخاصة لو كانت خارجة من صبر طويل، تخرج عن كل هدوئها واتزانها ويمكن جدا تخرج من دينها ومع ذلك سألته تاني علشان أفهم، إنت عبيط ولا أنا مش عاجباك. شخط وهو يقول، اتأدبي يا امرأة واعرفي أمور دينك ولا أسحبه.
- إنت بتهددني، اسحبه وغور بيه، يعنى من حلاوته قوى ده حتى عامل زي ما يكون ميت، وأنا بصراحة مش فاهمة انت بتعمل كده ليه. وأخبرته أنى بدأت أزهق واتخنق ولو لم يتحرك سأقوم برفصه بعيدا عنى، وفجأة وجدته ينسحب وينزل على الأرض، سجد على المصلية المفرودة لأنه قال إيه سمع آية بها سجدة، سحبته لزبره دون أن يقول أو يحذرني ترك كسي مفتوحا على وسعه في سكة تيار الهوا، فاندفع مكان الزبر المنزوع الذي كان يملأه أونطة، كمية كبيرة من الهواء البارد جعلتني أرتعش وألم وراكي وأسأله بغضب مالوش أخ، غضب يتيم، يعنى مش حرام عليك، هو ده وقت قرآن، تسيبني وأنا في الحالة دي علشان تسجد.
-  يعني أنا كنت باسجد لأبوكي، ده ربنا
- وهو ربنا قالك تنام مع مراتك بالشكل الزفت ده
- ما تجبيش سيرة ربنا واحنا بنعمل نجاسة
- واللي بتعمله فيا ده بقا موجود ف القرآن ولا ف السنة
قام، ضربني على وجهي كف لوحني، قائلا، اخرسي يا فاجرة وانتي ايش عرفك انتي بالقرآن والسنة، ده انتي واحدة ست.
ما عاد له عندي خواطر ولا أمل لي في خير يأتي منه بعد أن ضربني فقلت، طب يا مولانا ياللي تعرف، أنا بقا عايزة اتناك حسب السنة. قلت هذا رغم جهلي التام بالحياة الجنسية للرسول ولكنه أكيد طبعا لم يكن يفعل مع زوجاته مثلما يفعل ابن الشرموطة كحرتها معي الآن. جعر وصنع زيطة هائلة واتهمنى بالكفر، انهال علي ضرب وتلطيش حتى انقطعت انفاسه العرص وأنا متكومة في آخر السرير أبكي من الحقد والغضب والخيبة ونفسي التي انكسرت وأحلام اللذة التي غارت في داهية ولازمني أنتقم منه ومش طايلة، قلت، لو انت راجل صحيح كنت تعرف ان قبل الدخول ف واحدة ممكن تعمل أي حاجة حتى انك تسيبها وتمشي لكن بعد الدخول يبقى مستحيل تنسحب قبل ما تبل ريقها وتطفي نارها، وبعدين يا أخي قولي انك ما لكش ف النسوان وكنت ارتحت وريحتني بدل ما تعمل راجل وتفتحني وفي الآخر تطلع خول.
لوح بيده مهددا، انت عايزاني اروح فيكي في داهية الليلة دي ولا ايه واخسر ديني واغضب ربنا، بس بعينك، انا مش هاعمل كده انا هاربيكي بالشرع انتي من دلوقتي مهجورة في المضاجع ومعاكي سنة، اتنين لحد ما ارضى عنك. وجدتني أقول له دون أن يهمني شيء، كس أمك.
نظر لي طويلا ثم قال، بصى علشان ترتاحي ولا تستني منى حاجة لا دلوقتي ولا بعد ألف سنة، انا مش هاقصر ف حق الله والرسول علشان خاطرك واعرفي اني مش هانيكك لأن النيك يلهي عن ذكر الله.
ولم يقتصر الأمر عند ذلك ويقف عنده ولا على فشل أبي عزيز المحنكر المرشد العام للأخوان المؤمنين الخائب في جعل زوج ابنته ينيك ابنته، حيث أن الاتفاق بينهما كان على أن يتزوج مني أنا العجوزة، البايرة، مقابل أن يعطيه أبى قيادة تنظيم القتل في سبيل الله ولم يشمل ابداً أي شيء بخصوص الجماع أو التفاصيل الخاصة أو حتى العامة بينه وبيني، بل تطور الموضوع إلى تعذيب آخر وهو اعتباره من تاني يوم لزواجنا أن حتى صوتي عورة مساويا بينه وبين الكس، وكذلك أمي ويوستينا لدرجة أننا في وجوده بالبيت كنا نتعامل بالإشارة ولا تجرؤ واحدة منا على الهمس خوفا ورعبا من عقوباته التي ينفذها فينا عند المخالفة، فقد قام بحبس أمي شهر كامل في غرفة منعزلة لأنها نسيت وقالت لأبي حرما يا حاج بعد أن أنهى صلاته، ولما حاول أبي الاعتراض واعفاء أمي التي اصبحت تكره كحرتها ولا تطيق سيرته ووسعت المسافة بيني وبينها اكتر، لكن كحرتها بصق في وجه أبى وأفهمه أنه في مسائل الدين لا يعرف أبوه واتهمه بالخروج على السنة النبوية ومخالفة شرع الله وأوامره. أما عندما أفقدني الألم الناتج عن تسوس أحد ضروسي، انتباهي وحذري وقلت آه، جلدني 100 جلدة وأقسم أن المرة القادمة سيقطع لي لساني وينتهي من هذه العورة للأبد، ولم يرحم يوستينا، ضاعف لها العذاب وفرض عليها جزية تدفعها من مرتبها، ألبسها النقاب، منعها من تأدية أي من شعائر دينها ومسح لها الصليب المدقوق على رسغها بماء النار، غير لها اسمها إلى اسم إسلامي وأمرها أنها عند أي صلاة إسلامية لابد أن تكون مستيقظة وتتوقف عن أي عمل مجرد أن تسمع الأذان وكان قبل صلاته للفجر يتأكد الأول أنها صاحية ومنكسة رأسها وتصاعد العذاب بحرصه على أن ينيكها دون أن تكون في حاجة لذلك وهو يفعل بدافع الإذلال لها وإيلامها وتضييع أي عزة نفس عندها وعلشان تدفع تمن عدم كونها مسلمة، مما وصل بها لحدوث كره للنيك فقد كان يفعل بها بالظبط ما فعله معي مع الفارق أنه يعتبر اعتداءه على يوستينا نيك في سبيل الله وتدريبا على ما سيكون الحال عليه مع باقي النصارى عندما يأتي نصر الله، وزكاة عن صحته وهذا ما جعله يتفق مع أبي والمحنكر على ضرورة بقائها نصرانية.
وكان كل يوم يمر أتأكد أن حقي المنداس بالجزمة لن يعطيه لي أحد بالذوق، وما مر بي من سنين مهببة نسيتها وأتذكر فقط تاري الذي عند أبى المعرص والكلب كحرتها، ثأر يساوي أن أحصل على تعويض وترضية يساعداني على النسيان والتسامح، وطالما هما يستندان على القوة والعنف وكونهما رجال، وبذلك لن يكون لي إلا أن أدق خازوق وأجلس عليه أو أحاول أزيح واحد منهم وأقعد مكانه ولا أعرف خالص كيف سيكون ذلك وأنا امرأة وولاد المتناكة دول لن يقبلوني كمرشدة أو أميرة للتنظيم استنادا لحاجات كتير منها وأهمها الحديث القائل، أن خيبة القوم مرتبطة بتولي النساء للأمور. وبعد تفكير طويل قررت استخدام نفس سلاحهم فلو كان لديهم حديث ولا حتى عشرة، فأنا سأغرقهم بطوفان أحاديث تدعم موقفي وتوصلني لما أريد، سأستغل بقا كوني بنت المرشد والذي سيعطى مصداقية ونوع من سد الحنك للمعترضين، فليس كافيا أبداً ايجاد الأحاديث ولكن الأهم من هو الراوي الأخير للحديث. وساعدني على ذلك أن كحرتها اتخذ من البيت مقرا لاجتماعات التنظيم واستقبال الأعضاء لتدبير الخطط وتحديد مواعيد تنفيذ العمليات المسلحة ضد أعداء الإسلام والجماعة .مما أتاح لي الاقتراب والفرصة للاختراق.
وفي ذلك اليوم أمرني بالجلوس خلفهم بعد أن تحايلت طويلا وتوسلت ولم يوافق على حضوري إلا بعد أن أوحيت إليه أني أريد رؤيته وهو يعمل في سبيل الله ولأرى كم هو شقيان في إسلامه ويسعى إلى الطفلحة وبك الدم لأجل نصرة الدين والجماعة وشطارته في أمور الكر والفر وعبقريته في تكبيد الكفار الخسائر في الأرواح والأموال، وكعادته بدأ المجلس بذكر كل ما ورد في السنة من أحاديث تدعو إلى القتل وتطليع دين أم الأعداء ثم عرض عليه التقارير الخاصة بشئون التنظيم وهي لا تخرج عن كونها أسماء المطلوب تصفيتهم أو على الأقل خراب بيوتهم ومعلومات عن تحركاتهم ومواعيدهم وهذه الأسماء يقترحها الأعضاء وكحرتها عليه الموافقة أو الاعتراض أو التأجيل. وما أن نظر قليلا في الأوراق حتى نظر لهم وسأل من الذي اقترح اسم الرئيس، قام أحد الأخوة قائلا باندفاع، أن هذا الطاغوت بغى وتجبر كعادة كل فرعون والمفروض حسب الشرع والسنة أنه قد حان أجله ووقت ترييح الناس من جبروته. سأله كحرتها وقد اعلا من صوته دون داعي وكأنه لا يرى أن الذي يخاطبه ليس بينه وبينه أكثر من مترين وتعامل معه على أساس أنه يقف على بعد كيلو متر، وماذا رأيت فيه من ظلم، قال الأخ، يكفي يا أمير أنه غير ملتحي ولا يصلي، قاطعه كحرتها، بس بس لا تكمل ألم تسمع قول الله إن جاءكم فاسق بنبأ، انت في نظرى دلوقتي فاسق لأن الرجل لو انت بتدقق كويس وبتراعي الله فيما تقوله كنت خدت بالك أن الرجل غير ملتحي علشان دقنه لما بتكبر بيكون شكله عرة ويسد نفس أي حد عن الإسلام، وتاني حاجة مين قالك انه لا يصلي، أنا الأمير بتاعك وأعرف طبعا احسن من اللي خلفوك بقولك أنه مفيش صلاة عيد الا وبشوف سيادته عبر التلفاز منور الجامع ووشه زى القمر وواقف في منتهى الخشوع والإيمان والتسليم بقضاء الله ومنظره كده يشرح ويفرح ويفتح نفس أي كافر للإسلام وعن الرسول أنه قال إذا رأيتم الحاكم يؤم المساجد فاشهدوا له بالإيمان، فكيف يا ابن الشرموطة انت تريدنا أن نقتل رجل كله إيمان في إيمان وإسلامه من النوع اللوكس الممتاز، وحتى إن كان يا أخي فعلا كما تتدعي فهل معنى ذلك رفع السلاح عليه، ابدا والله فليس لنا الا أن نترك أمره للخالق تبعا للقول الشريف، ربنا على المفتري، أو كما قال ربنا يهد الظالم ولا ايه يا جماعة. أيد الباقون كلامه بحماس ولولا ان التصفيق حرام شرعا لضجت الصالة به، مما دعا الأخ صاحب الاقتراح إلى التراجع والقول أنه كان يقصد رئيس مهرجان السينما والعياذ بالله، قاطعه كحرتها كالملسوع، يتفتف رذاذ من فمه وكان الشيطان بعبصه او مسك زبره وقال، الكافر ابن الكافر، ده بالذات في أول القايمة وبعون الله سنسلخه سلخ بس لما ييجى دوره.
لم لحيته للوراء لينظر في الورقة وسأل، ومين بقا اللي عايز ينهي حياة وزير الداخلية؟ تنحنح أخ ونسب لنفسه الاقتراح وفسر ذلك بأن الرجل يعذب الأخوان المعتقلين و..، شاور له كحرتها بأن يتلهي على عين أمه ويخرس ليقول هو أن ذلك الرجل صاحب الداخلية ما هو الا جندي من جنود الله المسخرين لاختبار قوة إيمان واحتمال عباده المؤمنين أو على الأقل نعتبر العذاب والهوان الذي فيه اخوانا في المعتقلات كرم من الله لهم ليخفف عنهم الذنوب والعذاب يوم القيامة وهؤلاء هم المحظوظين، فيعني بدل ما نبعت للراجل ومعاونيه المعذبين في الأرض شهادات تقدير ولو حتى قيمة الشهادة عشرة جنيه كشكر وحاجة تفرحهم وتشد حيلهم، عاوز يا ندل نقتل الراجل واحنا اللي المفروض نبوس ايده ونقول له كمل، ربنا معاك ويقدرك ونبعت له ناس جديدة ليكفر سيئاتهم ويطهرهم، أقولك ايه بس أقولك كس امك ولا أجلدك تطبيقا لحد القذف في حق الرجل اللي ربنا يجعلنا من بركاته. نظر إليه كل الأخوة بغضب وعتاب وتحقير وبصق أحدهم في وجهه وطالبوه بألا يجعل المظاهر تخدعه وتغره واتفقوا على أنه يجب أن يتقي الله أكثر ويطاطي البصلة لربنا علشان ما يتبدهلش، لكنه لم يتراجع أو يجر ناعم ورد بعناد ناشف، طب بلاش ده خلينا في مدير أمن الدولة ذلك الذي لا تعرف أمه نفسها من هو أبوه والذي أقسم بالله تلاتة أنه غير مسلم ولا يعلم عن الله شيئا. وقف كحرتها بفعل الأنفعال وصرخ فيه وهو يهتز محموقا، خسئت وأخص عليك ولولا أني عارف أن أبوك حبيبي هو الذي ناك امك كنت قلت انك ابن حرام، يا أخي حرام عليك ده حتى الراجل اسمه أحمد، ردد الأخوة من حوله، عليه الصلاة والسلام وأضافوا حبيبي يا رسول الله، واستمر كحرتها وهو يتطوح من الغضب، بتتهم الرجل بالكفر، طب اتصل بيه دلوقتي وقول له لا اله الا الله، هتلاقيه قالك محمدا رسول الله فورا وانت تقوللي ما يعرفش حاجة عن ربنا، فقال الأخ ولم يكن قد أهمه ما عليه كحرتها من حال سيء، ما أظنش هيعرف يكمل الشهادة يا أمير، أخرج كحرتها الموبايل نوكيا من جيب الجلباب الأبيض الذي أفسدته بقع المانجة عند منطقة الصدر والأكمام والخط الأسود بطول السوار المحيط بالرقبة، وضغط زر الاتصال وناوله للأخ المكابر قائلا، كلم يا سيدي مدير أمن الدولة بنفسك واتأكد، وضع الأخ السماعة على أذنه ثم قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم قال لا اله الا الله وبعد قليل أغلق الخط وناول الموبايل لكحرتها وهو يقول، عندك حق يا أمير، قاللي محمدا رسول الله. صاح كحرتها باعتبار أن ذلك من آيات الخلق والأعجاز وقال شفت بقا، عرفت أن الواحد ما يقعدش مكاني ده بالساهل، أهو من غير ما يعرف انت مين سمعك الشهادة بودانك، فهمتني بقا لما بأقولك ليس هذا هو الرجل الذي نسعى لإنهاء أمره من على وش الدنيا وتنفيذ أمر الله فيه وعندك اولئك الكفرة الممثلين والممثلات والمطربين والمطربات والكتاب والشعراء، طب كام واحد فيهم كده وقول له لا اله الا الله، عليا الطلاق من مراتي اللي قاعدة ورايا دي ما هيقولك غير عايز ايه يا ابن الوسخة، شفت الانحلال والغرق ف الموبقات بيودي لحد فين. قال الأخ الذي كان عاجبني جدا ومخليني قاعدة أحك نفسي ف الكرسي وكل ما أبص لصدره ودرعاته والكليكة التي بين اوراكه أبقى مش قادرة أتنفس كويس، طب ما تطلب لي حد منهم يا أمير علشان قلبى يطمئن. ضرب على المائدة كحرتها بقبضتيه وقال، قطع لسانك، أنا برضه يكون معايا رقم أحدهم أو احداهن، أستغفر الله العظيم من الظلم والظالمين، انت على فكرة إيمانك أقل من إيمان أي واحد ممن يدعون الإسلام من خارج الجماعة، ثم هب واقفا بحدة وهو يقبض على ما بين فخذيه ويرفع قدم تلو القدم وأشار لي بعدم التحرك وأعلن أنه ذاهب للحمام يعمل زبر ميه سريع.
فقط هو اختفى، فاشتبك الأخوة مع الأخ يهدونه ويدلونه إلى سبل مختلفة لتقوية إيمانه، وأنا أنقل عيني بينهم جميعا وقد أصبح كلا منهم صالحا للنوم فوق مني لو أن هناك فرصة، أو حتى نص فرصة، يا جمال الرجالة. بينما انفعل الأخ وتصبب عرقا وكان نفسي موت أروح أمسح له وشه بإيديا، خلع نظارته والشال الذي كان يلف به راسه فبان على عينيه آثار الكحل واضحة بقوة وانفلت شعره المجدول في ضفائر وأخذ يستغفر الله ويسأله العون غير واخد باله للنظرات التي حاصرته والوشوش التي تتمعن فيه والتي اقتربت منه كثيرا، تدقق وتتأكد وسأله الذي يجاوره باستنكار واصل لمنتهاه، إيه ده يا أخ، إيه اللي انت عامله ف شعرك وعينيك ده، أجاب ببساطة وهو يفرك عينيه أن ذلك سنة عن سيدنا النبي، هاجوا جميعا وتكلم الذي ليس بينه وبينه أحد وتساءل، أولاً إن كان قد أحسن السمع أم أن أذنه خربت وأعلن عدم التصديق لكون هناك بني آدم مسلم يقوم بأعمال النساء والخنافس والخوالات وينسبها إلى أشرف الأنبياء وأحسن واحد فيهم، وأنه رغم عدم انتشار الإسلام في مصر بالشكل المطلوب والمشرف بدليل عدد أعضاء الجماعة الذي لا يصل حتى لربع عدد السكان ووجود نسبة كفر عالية جدا وغير مسبوقة وتجعلنا نحسب مصر ضمن الدول الكبيرة الراعية للكفر والكفار، ولكن مع كل هذا أول مرة وأكد أنها أول مرة يرى ويسمع من يتبلى على الرسول لدرجة اتهامه بالتشبه بالنساء وأمسك كتف الأخ بمنتهى العنف وكأنه يخاف ليجرى هاربا من جواره وقال له بيقين واطمئنان يكاد يكون وحي من السماء، إنت كفرت ولقد قال الله تعالى في كتابه الوحيد، وقاتلوا الذين كفروا، وأخرج مطوته الأنيقة المرسوم عيها شعار الجماعة وضربها في بطن الأخ، صنع بها دائرة قبل أن ينزعها لتندلق أحشائه، الدكر الوسيم الذي للأسف أصبح من الميتين وتكوم أسفل قدم قاتله الذي ظهر على وجهه هدوء وراحة وسكينة وكأنه صلى ولم يقتل، في حين وجه له الكلام أحد الأخوة البعيدين قليلا عنه وذكره بما قال الله أن من قتل نفسا بغير حق فقد قتل الناس جميعا، ومن مكانه ومن غير ما يتعب نفسه أو يتكلف أي مشقة أطلق نحوه 6 رصاصات جعلته يتحرك بطريقة بها رقص ويسقط بوجهه على الجثة الأولى، وقال أخ ثالث افتكرته سيلم الموضوع، أن من قتل يقتل وبمسدسه المتسلمة عهدة من الجماعة، فجر دماغ القاتل الثاني ووصلت إلى حجري قطعة منه، ساخنة وقبل أن أنهض لأفلت بعمري، شاهدت جيدا القاتل الثالث تسقط رأسه على الأرض متدحرجة بعيدا ويبقى جسده أمامي ويده ما زالت مرفوعة بالمسدس إلى مكان فمه الذي ما عاد في مكانه، حيث كان لم ينته من نفخ الدخان الخارج من ماسورته وحتى لم يسمع ما قاله قاتله بخصوص، أن لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب، ولأن هذا المرحوم كان أمامي بالظبط فقد خصني بكمية دم أفسدت ملابسي وهذا عصبني وعفرتني، ضايقني وأنا مش ناقصة، فهذه هي المرة الثالثة في أسبوع واحد التي أضطر فيها للاستغناء عن فستان من فساتيني، غير الملابس الداخلية والطرح والجزم والتخلص من كل هذا نهائيا، إلى جانب الوقت الطويل الذي أقضيه في الحموم واستهلاك للصابون والشامبو الإسلامي وارد السعودية لنسيان ما حدث، وفعلا و للصراحة يعني أنا نسيت تقريبا المرة الأولى ولا أتذكر منها إلا أن البنت الكبيرة لأخي المحنكر، كانت دائما تختار مواعيد نوم أبوها مع أمها وتقتحم عليهما الغرفة، فينسحب المحنكر وتتقريف زوجته ويتعكر مزاجها، أغلقوا الباب بالمفتاح، فلم تتركهما ولا سكتت، بل ظلت تدق على الباب بشكل لا يمكن احتماله طويلا خصوصا وهي تنادى على أبوها شوية وعلى أمها شوية، وأفقد هذا الأمر المتكرر زوجة أخي صوابها، وحقها بأمانة فكما قالت لي في أحدى مرات الشكوى أن لها أكثر من 65 نيكة محسوبين عليها أونطة وكدب ولم ينوبها إلا تدمير أعصابها، ولما صبرها خلص وبقت زي المجنونة ولأن حجة المحنكر كل مرة تفسد الليلة، إن البنت صغيرة ومش فاهمة لذا حلفت لتفهم البنت وصممت أن أكون حاضرة وشاهدة علشان بعد كده محدش يلوم عليها لما تعمل أي حاجة.
أجلست البنت بيننا وراحت تشرح لها ماذا يعني النيك وكيف أنه من الكفر وقلة الأدب أن يقاطع أي حد الراجل وهو راكب مراته وحكت تفاصيل حلوة، عجبتني وولعتني مما يفعله بها المحنكر، لكن البنت لم تقتنع ولم تصدق أن هناك أشياء كهذه تحدث في الدنيا، فأقسمت زوجة أخي وقالت لها حتى أسألي عمتك اسمهان، أهي رخرة بتتناك زي أمك، خليها تحكي لك، وكان بودي والله بس مفيش عندي حكايات، منين يا حسرة، يا ريت كان فيه حتى بعبصة كنت هاكون راضية ومبسوطة، ولأن الصيت أهم بكتير من حاجات تانية وعلشان تقليل الفضائح، رفضت أن أقول للبنت شيء بحجة أن ذلك عيب فظلت على اعتقادها وعنادها وتكديب أمها التي لما زهقت قالت لها، أنا هاخليكى تشوفي بنفسك بس بشرط، بعديها تتلمي بقا وطول ما تعرفي ان ابوكي معايا ف الاوضة ما تقربيش خطوة واحدة لو هتموتي حتى، انتي دلوقتي تسع سنين ما انتيش صغيرة، خلاص. وأخرجت جزرة صفراء كبيرة من الثلاجة وأمسكت بسكين وجلست تلعب في الجزرة حتى جعلتها على شكل الزبر بالظبط، رسمته بنت الكلب بمنتهى المهارة والدقة وكأني أمام زبر كحرتها مع اختلاف فقط في اللون وكانت الرأس بفتحة الإخراج والخط الذي يشقها نصفين من أسفل والحبل السميك الممتد إلى أخره، كل هذا يبدو حقيقي لدرجة أني فكرت أخطفه وأجري وأحتفظ به لنفسي. أعطته للبنت في يدها قائلة، أمسكي ده هتحتاجيه وانتي بتتفرجي عليا أنا وأبوكي من جوه الدولاب، بس اكتر من الراس دى ما يدخلش فيكي، أوعى، أقطع رقبتك لو زقتيه كله جواكي، أديني بأنبه عليكي قدام عمتك علشان لو فتحتي نفسك يبقى أنا في السليم.
جميل لحد هنا، لكن يا سلام لو أن باب الدولاب متزيت والمفاصل لا تزيق، كانت الحكاية انتهت على خير، لكن نقول أيه، فالمحنكر مع إنه طري ومتنسون شوية الا أنه عندما أتفزع من صوت فتحة الدولاب خرج من زوجته وتحرك عاريا متسحبا نحو الدولاب، رأى ابنته عارية وناكتة الجزرة في كسها وهناك دم ما زال يسيل على ساقيها، وقف مذهولا ذهولاً أنساه زبره المبلول اللامع، والذي جننه وأخرجه من ذهوله أن البنت مدت يدها وملست عليه ولم يسمع زوجته التي تؤنب بنتها، ده اللي قلت لك عليه، هي دى راسه يا كلبة يا بنت الحمار يا فايعة. سألها المحنكر، ايه ده يا ست- يا خويا روق دمك، سيبي يا بت زبر أبوكي يا شرموطة، ياخويا البت كده ولا كده مسيرها للنيك ومن واجب الأم تعرف بنتها الدنيا رايحة فين وجاية منين ..
اختبائي أنا أسفل السرير لم يسمح لي خالص بمنع المحنكر من خنق زوجته، أو حتى الإمساك برأس ابنته وضربها في حافة السرير إلى أن تهشمت وسمعت بوداني صوت الجمجمة وهي تتكسر، والظاهر أن عقله خف من الصدمة لأنه نزع الجزرة من كس البنت وانبط على الأرض يأكلها، ومما جعلني ألبس الكلوت بسرعة لأخرج من مكاني صوت أبي الذي دخل الغرفة أول مرة وشاهد ما حصل، انتهزت فرصة خروجه وانفلت من تحت السرير زي الصاروخ وقبل أن أهرب، دخل أبي من تاني حاملا سيفه الذي كان قد سرقه من المرشد السابق لاعتقاده أنه سيف الحاج خالد بن الوليد، سحبه من الجراب واشهدني والحمد لله لم يسألني ماذا أفعل هنا، خليكي شاهدة على أن المرشد العام لجماعة الأخوان المؤمنين يطبق حدود الله حتى على ابنه، لم يصدر عن المحنكر أي كلام أو حركات، كان ينظر إلى الجدار، تقدم منه أبي وعلى مرة واحدة ضرب عنقه بالسيف الذي أصدر صوتا قاطعا في الهواء ورش على ثيابي الدم الموجود على حدّه.
لا أتذكر من هذه المرة الا هذا القليل ونسيت أكثر ما جرى، ربما لأني كنت أرفض التذكر، ولأني هكذا مبسوطة والبيت أصبح أروق من الأول والغرف الخالية زادت والهدوء وراحة البال كانا مسيطران، وكثر جمال الدنيا واحلوت معي عند وقوع المرة الثانية، فموت المحنكر وحده ليس هو الذي جعلني وحيدة لا أملك إخوة، لكنه ما حدث بعد يومين من موته، لأخي الأكبر المغيرة، هو السبب الحقيقي وربنا يرحم ذلك الكلب الذي كان وراء حصولي على اللقب الجميل الذي منحه لي أبي وهو يتحدث عني لبعض الناس، أسمهان بنتي الحيلة.
ورغم أن المهنة التي كان يمتهنها ذلك الكلب قبل الاعتقال لم تكن الجزارة وإنما كان الله مقدره وميسر له سرقة الأحذية والشباشب من الجوامع وترك المصلين يرون عاقبة الصلاة في جماعة وجعلهم يفهمون أن حتى بيت الله لا أمان فيه لأحد على ماله وربما أيضا على عرضه فمن يضمن لأي مصلي في أي جامع أنه لن تتم بعبصته وهو ساجد بين يدي الله. ويا ريت اقتصر شره وأذاه على هذا ولكنه كما قال كان بعد أن يجمع كل ما يجده من الأحذية، يصر على سرقة حذاء الأمام الذي كان يضعه الذكي أمام عينيه أثناء الصلاة ليمنع أي سارق من سرقتها. فكان هو يلبس الطاقية أم رقبة التي تخفي كل الملامح ما عدا العين، وبالعند في الإمام والناس التي تصلي ورائه، لم يكن يكتفي بوضع الحذاء في الكيس وإنما يقترب من الأمام فيشد له أذنه أو يضع أصبعه في أنفه وأحيانا يتف على وجهه لو كان على علم بكونه ابن متناكة معرص وحرامي أو كما قال واكل مال النبي. يفعل هذا وهو يخرج لسانه للمصلين ويمرجح الكيس غيظا فيهم وتحديا لهم وكان مطمئنا على الآخر لكونهم كالمقيدين بسلاسل ويعرف أنه لو فعل أكثر مما يفعل فلن يخرجوا من الصلاة ليوقفوه ويمسكوا به ولا حتى حاول أي أمام إنهاء الصلاة بسرعة ليلحقوا به قبل أن يبتعد كثيرا خصوصا وهو يقوم بذلك عند الركعة قبل الأخيرة ليضمن ألا يفاجئه مصلي متأخر. وحمد الله على أفضاله وقال لي طويلا عن جبر الله لخاطره دوما وعدم تركه له ابدا دون حماية، قال، كان دايما واقف معايا وف ضهري في كل نهيبة، وأنه لم يعرضه يوما للنوم دون أكل، إلى أن حدث في يوم بعد خروجه من دورة المياه وبعد أن وضع أول قدم داخل فناء المسجد وقبل أن ينزل بالأخرى على الأرض رأى عيل يختار حذائه ويأخذه تحت أبطيه ويخرج، نطر نفسه وفاق من الصدمة والدهشة بمساعدة ذاتية من نفسه ودون مساعدة من حد غيره، من هذه الفضيحة والعيبة في حقه كحرامي كبير محترم وخبرة وغلط قوى يكون كطباخ السم يفتري عليه الزمن وتجعله الأيام يدوق منه، جرى إلى العيل الذي انطلق يجري عندما رآه، ولسه هيطلع وراه في الشارع، أحاطت به لمة مخبرين وعساكر وظباط، ما أن رأوني حتى اعتبروني صيد ثمين ولقطة من أجل الطاقية الموضوعة على وجهي والتي جعلتهم يعتقدون أني أهم وأخطر واحد في الموجودين بالجامع وطبعا أنا الذي أحرض الناس ضد الحكومة.
اقتحموا الجامع ولم ينتظروا انتهاء الصلاة، هجموا على المصلين وهم ركوع، كل مخبر أمسك اتنين، تلاتة ضمهم في بعض وحدفهم في البوكسات التي كانت تملأ الشارع وكنت أنا أول المحدوفين فيها، وأضاف أنه لم يقلق وقتها خالص فقد كان متأكدا من خروجه بمجرد دخوله القسم أو على الأقل لا يضعونه وسط هؤلاء الناس ولا يتهمونه بهذه التهمة، ويرجع تفاؤله هذا علشان هو كان مخموم وفاكر إن الحكومة تعرف كل حاجة بما فيها أنه ليس له في هذه الأمور، وقد غير رأيه، ورأي آخر قال لي عنه وهو أنه طوال السكة في البوكس كان يردد لنفسه حكمة تقول إن الشاب أبو حظ مقندل يتحجز غلط عند الحكومة ساعة أو اتنين، لكنه بعد 24 سنة اعتقال على ذمة التحقيق غير وكفر بكل معتقداته.
ورغم أن المهنة التي كان يمتهنها ذلك الكلب لم تكن الجزارة ولا كانت مهارة التعامل مع الأسلحة البيضاء وخاصة السكين من ضمن مهاراته، فالمهارة الوحيدة التي كانت له قبل الاعتقال، أنه يستطيع شرب الزجاجة سعة الليتر ونصف على مرة واحدة، فإذا وضعها على فمه لا تفارقه ولا ينزلها إلا وهي فارغة، بغض النظر عن محتواها، فلم تكن تفرق معه على الإطلاق إن كانت ممتلئة كوكا كولا أو خل صافي، وقد انقرضت منه هذه المهارة مع السنين ولعدم وجود نفس للمنظرة بمهارات أو غيره، وحتى أن يكون ماهرا في التحايل على آلام التعذيب والإهانات وحسرته على العمر الذي يضيع فشل في اكتسابها رغم المحاولات، لتعدد الوسائل وتجدد طرق التعذيب من ظابط لآخر، ومن مخبر قديم لمخبر أحدث دفعة، فقد كان هو الباقي والآخرون، السجانون هم الذين يذهبون ويأتي غيرهم ولم يفلح سوى أن يكون ماهرا وحريفا في شكوى الظالم والمفتري وابن الحرام إلى الله وكان يقصد بالتلاتة شخص واحد هو رئيس البلاد، الوحيد الذي منذ أن دخل المعتقل وإلى الآن بعد ال24 سنة مازال موجوداً ولم يتغير، حتى أصبح مؤمناً أنه لن يخرج طالما ظل هو الرئيس، ويضاف إليه بعد كل وصلة عذاب الظابط والمخبرين الذي شاركوا بالضرب والنفخ والكهربة وتحطيمه معنويا بتأكيدهم له أن موعد الخروج أو حتى المحاكمة لسه بدري عليه. وقال كمان أنه استعان على تحمل كل هذه السنين من المرمطة بأمل واحد في أن الله والرسول والصحابة والصالحين قالوا أن الظلم له نهاية تكون دائما في صالح المظلوم، وأيضا أكدوا أن دعوة المظلوم لها استجابة عند الله وهو شخصيا ينظر فيها سبحانه وبنفسه يمهل الظالم أي يتركه يطحن دين أم المظلوم ويخربه من بره ومن جوه ولكنه في النهاية لا يتركه يعدي بظلمه، وهو كان يحيا على يقين يمنحه فرحة طاغية أحيانا أن الله بذاته سيأتي له يوما ليأخذه من يده ويذهب به ليفرجه على ما سوف يفعله بالظالمين انتقاما له، والأهم كما كان يرى أنه سيعيده بقدرته إلى حاله قبل وقوع الظلم عليه، شاب صحته سليمة يهد بها جبل وواد حليوة عمري 20 سنة، تقديرا منه لصبري وإيماني به، سيجعلني أحسن من الأول ويعطيني من وسع، فلوس ونسوان وعيال حلوين مقطقطين وشغلانة محترمة طبعا، ما هو ده لو ما حصلش يبقى هاموت بلوشي وايه اللي استفدته أنا لو ربنا بعت ملايكة على الظالم وفضلت أنا زي ما أنا، عندي 44 سنة وعمري قرب يخلص وأمراض الدنيا ركباني ومش قادر حتى أعطس عطسة حلوة من غير ضلوعي ما تتمزع ولا دخلت دنيا ولا هأخلف ولا عندي فلوس ولا شغل وأهلي وأصحابي زمانهم ماتوا واللي عايش منهم لا هافتكرهم ولا هيفتكروني، لأ يا أخت أسمهان والله كنت فاكر أن ربنا هيجبر نفسي المكسورة وهيعرفني العدل على أصوله.
وهو كان ليس لديه شك على الإطلاق في أن الله يعلم طبيعته جيدا لأنه خالقه، ويعرف مدى قدرته على التحمل وأنها لن تصمد إلى يوم القيامة إذا كان الله شاف أن يأخذ له حقه ويعطيه له في الآخرة، أنه كما قال رجل يحب كما ظلم وطلع تلاتة كس أمه في الدنيا، أن يتنصف ويتاخد له حقه كاملا دون أي نقص أو مسامحة في حاجة منه في الدنيا أيضا، وحتى إذا وعده الله بالجنة والحور العين وأي حاجة في السما، سيقول له مش لازمني. وهكذا هذه هي الأفكار والمعتقدات التي دعته أول امبارح وبعد أن سمع خبر وفاة الرئيس وفاة طبيعية جدا، لم تكن نتيجة مرض عضال أدى لتصفية لحمه وجعله الألم هيكل عظمي يعض في السيراميك أو ينطح برأسه في جدران القصر الجمهوري زي الخروف الأعمى قائلا، كس أمك يا أبو طلعة جوية، أو حتى يأكل ويعجز عن الشخ ويستمر على ذلك سنة ولا اكتر، يأكل ويشرب دون تبرز أو تبول حتى يصل لأن يسحبوا منه خراه وبوله من فمه، فطالما لم تنزل هذه الفضلات من أسفل فلتسحب من فوق ويظل هكذا إلى أن تفاجئه نوبة إسهال حادة تؤدي من شدتها وقوتها إلى خروج الروح مع البراز، للأسف هذا لم يحدث ولا حتى مات بسبب عملية اغتيال دس له فيها المتفجرات تحت طيزه مباشرة، فانفجر هو وذريته وتطايروا أشلاءا في الهواء ولا حتى اتقتل كل أولاده واحد وراء الثاني بموتات بشعة تحرق قلبه حرق فيموت بحسرته عليهم وإنما المصيبة أن موتته وكما قال الشيخ الأكبر مرت دون أي ألم أو أدنى معاناة من أي نوع، لقد توفي سيادته أثناء كلامه مع الأخ الفاضل مدير أمن الدولة، عن حاجة الوطن والمواطنين إلى معتقل أو أتنين جداد حتى لا يترك المواطن المعتقل في الشارع دون زنزانة تحميه وتلمه. وأضاف سعادة البيه الشيخ أن الرئيس كان ممسكا بالمصحف الشريف لحظة خروج جلالة روحه الكريمة وعلى شفتيه الرقيقتين، الحمراوين، الناعمتين، ابتسامة مطمئنة، مرتاحة، وديعة، حنينة، والله كأن عزرائيل بيبوسه مش بيطلع روحه، وأكد أن روح الله كانت تعطر المكان، وأنه بنفسه لمح مش أقل من 15 من الملائكة الأطهار يبكون ويفشلون في منع الدموع على فخامة المرحوم. وقد قام مدير أمن الدولة بالإعلان عن أن الإنسانية فقدت بموت قداسة الرئيس ابن أفريقيا البار ما لن تستطيع تعويضه ابدا وذلك بناء على المعلومات والتقارير التي تحت يده والتي تؤكد أن سعادته نزل منه للدنيا نسخة واحدة.
كل هذا هو ما دعا حنيكة أول امبارح للكفر بالله والوصول إلى حد القول أنه لا وجود لحد إسمه ربنا وحلف ببزاز أمه التي لم يعصرهما سوى أبوه والتي لا تعرف شيئا عنه منذ اعتقل ولا حتى أنه اعتقل، أن الله موالس مع الظالمين، وهذه الصدمة العنيفة التي أخرجته من دينه لم تشفع له عندي ووددت أن أطلع كس أمين أمه مع أني أعلم أن هناك حوالي 733 ألف مواطن آخرون خرجوا من الدين لنفس السبب بل وقالوا أشياء قذرة في حق الله، أستغفر الله العظيم يا رب، وصلت إلى سب الدين لله وكثيرون منهم قاموا بأفعال بشعة كحرق المساجد والمصاحف وذبح الشيوخ والتمثيل بجثثهم وكلهم كانوا يتساءلون سؤال واحد، بقا ابن المتناكة ده يموت موتة ربنا. وما فعله حنيكة ضدي لم يفعله الآخرون، هم بالنسبة لي كفروا بالله فقط وفي النهاية يعنى لله رب يحميه، لكنه هو تعدى على أخي الأكبر المغيرة الذي كان يتولى قيادة تنظيم القتل في سبيل الله بالإضافة إلى مسئوليته عن إعداد قوائم للمعلوم من الدين بالضرورة تتغير وتتبدل حسب ما يواجه الجماعة من عدوات مع الكفار. والذي عندما قال له أبي في أول أسبوع له كمرشد أن هناك كتاب يهاجم مصالح الجماعة وأن ذلك الكاتب الكافر قال في كتابه:
أن هناك الآن في مصر فقط ودون رصد ما في الدول الإسلامية الأخرى أكثر من 6 مليون قول ينسب للرسول ويتم التعامل معها على أنها أحاديث نبوية شريفة، وبما أن فترة النبوة لم تتجاوز الواحد وعشرين سنة من عمر النبي، حدث له فيهم أن قام بتلقي الوحي والدخول في معارك حربية تجاوزت الخمسين، وتم له الزواج من تسع إناث وطبعا كان يصلي خمس مرات يوميا ويقوم الليل ويؤدي الفرائض الأخرى من صوم وزكاة وحج بالإضافة إلى النوافل، إلى جانب الأمور المعيشية الإنسانية، الأكل، الشرب، التبرز، التبول، النوم، معاشرة أزواجه، الاستحمام، الوضوء، ومن المؤكد أنه كان ينفرد بنفسه ولو لدقائق يوميا للصمت والراحة ممن ومما حوله وقد يكون له في أوقات كثرت أو قلت حالة مزاجية تمنعه من التكلم مع الآخرين أو السماع لهم والأمر الذي لا شك فيه وهو يقيني، قاطع أن الرسول الكريم لم يكن ثرثار لا يكف عن الكلام، فحاشا لله أن يكون الرسول له مثل تلك الصفة. فعلى ذلك فإما أن يكون الرسول قد فعل هذا في حياته أثناء إبلاغه للرسالة ونؤمن تماما بذلك وإما أن يكون قد تفرغ طيلة هذه السنون للتلفظ بكل هذه الأحاديث وذلك معناه أنه بعث وأرسل للنطق بما نسب إليه من أحاديث فقط، لتصبح في النهاية مكونة لما يسمى بالسنة المحمدية، حيث أن عمره كله لا يكفي مع عدم قيامه بأي فعل آخر ليقول كل هذا الكم الضخم من الكلام، فضلا عن أنها غير مطلوبة منه للدعوة إلى الرسالة لسبب بسيط هو وجود كتاب الله الذي فصل فيه كل شيء يخص الرسالة تفصيلا، وجاء حسب الآية تبيانا لكل شيء وهو المفروض مصدر كل فعل وقول للرسول الذي لن يلجأ مثلا عند سؤاله عن الروح أو يوم القيامة للتفكير فيما يقوله مع وجود آيات محددة وصريحة بهذا الشأن أو ذاك. مع الوضع في الاعتبار أن اللجوء لمصدر آخر غير القرآن لمعرفة شيء يخص الإسلام أو أمور العقيدة، يعنى ذلك اتهام كتاب الله بالنقص أو الخطأ أو عدم الوضوح، وبمعنى أدق أن الله سبحانه لم ينس شيئا في كتابه المعجز لتصبح هناك حاجة لمصادر أخرى حتى وإن كانت تنسب زورا للرسول، لتذكرها للمسلمين. هذا إلى جانب أن هذه الأقاويل المكونة للسنة هي في الحقيقة سنة رواة الأحاديث وليست سنة الرسول، فلن ينافس الرسول ربه بمقولات وهو بين يديه كتاب لا ريب فيه، ولا أدري ما مصدر كل هذه الثقة والقداسة الممنوحة لمن قالوا ونسبوا للرسول، إنهم رجال عند البحث عن مؤهلاتهم ومميزاتهم لا نجد سوى تواجدهم في أثناء حياة الرسول، وكانوا قبل إسلامهم كافرين، وثنيين، جاهلين، معاندين ومحاربين بالسلاح والمال لما أتى به الرسول الجليل وأكثرهم دخل الإسلام بعد عذاب وبطلوع الروح وبعد أن أوجع قلب هاديه، ويا ليتهم لم يسلموا، وهذا يدعو للقول بكل ارتياح أن هذه الأحاديث لهم هم وأن السنة هي سنة أبو هريرة وعبد الله ابن عباس وغيرهم ممن تقولوا على الرسول. والمشكلة هنا هو أنه مطلوب مني كمسلم اتباع سنة هؤلاء وركن السنة الحقيقية للرسول التي هي القرآن، والأنكى أنه أصبح عند تعارض بين المصدرين تكون الغلبة لما قاله أبو هريرة ونسبه للرسول على ما قاله الله لرسوله، مع أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع كل تلك الأحاديث هي مقولة عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص عندما حرقوا مكتبة الاسكندرية، فمع التصرف تكون هكذا، أنه لو أن هذه الأحاديث بها ما في القرآن فلا حاجة لنا بها، ولو أن بها ما يخالف القرآن فلا حاجة لنا بها.
ويعلن الفقهاء والشيوخ للناس بكل جرأة ووقاحة للناس أن ما لا يجدونه في القرآن يجدونه في السنة وكأنهم يسألون عن نوع قماش فلو لم يوجد في الجمالية يوجد في الغورية وهذا ما أوصل الأمر لدرجة وجود مسلم يقول لك، ما تقوليش قال الله وهناك قول للرسول، لقد أوصلت تلك الجماعات الدينية الخاصة كالأخوان المؤمنين والرسمية كالأزهر الناس باختراعهم لأحاديث ونسبها للرسول وعدم الرجوع للقرآن إلا لآية أطيعوا أولي الأمر منكم، إلى أن اعتبروا الرسول شريكا لله في خلقه وملكه وليس رسولا خلت من قبله الرسل، مع أنهم على الناحية العكسية يصرون على أن الرسول العظيم، ذلك النبي الرائع كان لا يعرف القراءة أو الكتابة والأغرب تأكيدهم على أن كل معاصريه كانوا يقرأون ويكتبون وينظمون الشعر ومنهم مثقفون كزوجته خديجة وحتى أبو لهب كانت أميتهم ممحية، وهو وحده الرسول، المتفرد بذلك الجهل الذي يتهمونه به حتى كما يدعون يبرئونه مما اتهمه به المستشرقون من أنه هو مؤلف القرآن، وهم استسهلوا ولم يفندوا تلك الإتهامات وهان عليهم الجبارين أن يصفوا الرسول بأنه بصمجي، من أن يبحثوا عن رد آخر، وهذا يعني طبعا أنه من الجائز جدا أنهم قد يردوا على الاتهام الخاص بالنساء وان ما جعله يتزوج من تسع إناث هو تهافته على الشهوات الجنسية، فقد يردون بنفس الطريقة الغبية، فينسبوا للرسول عجزا جنسيا أو أنه من الأصل لم يكن لديه ما يريح به النساء، إنهم كالدابة التي تقتل صاحبها عندما تظن أنها تحميه، وكذلك لا أستطيع ضرب ابني بالجزمة إذا دخل علي مرة ليقول، هو صحيح أن النبي كان لا يفك الخط ولا يعرف الألف من كوز الدرة، كما يعلم هو عن الأميين في زمانه هذا.
وقد طورت جماعة الأخوان المؤمنين وفروعها، الموضوع بحيث أصبح اللعب في مضمون الأحاديث، يحدث جنبا إلي جنب مع اختراع الجديد منها الذي يخدم فقط مصالحها، كالحديث الذي تم تداوله الأول منذ قرون بهذه الصيغة، تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله، ثم من قرون أقرب أصبحت صيغته، تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا، كتاب الله وسنتي. ثم عندما انتبه المستفيديون للخطأ اللغوي أصبح الحديث في السنين الماضية يقال، تركت فيكم ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا، كتاب الله وسنتي. وفي هذه الأيام ومع مرور الوقت وكلما زاد الجهل، السند الوحيد الذي يساند تلك الجماعة ويقويها، فمن المؤكد أن الصيغة ستتحول إلى، تركت فيكم ما إن تمسكتم بهم لن تضلوا أبدا بعدي كتاب الله وسنتي وكتب المرشد االعام للإخوان المؤمنين.
توقف أبي، انتهزت الفرصة لأهرب من هذا التذنيب، أنا عيلة صغيرة ومالي ومال الكلام ده، فقلت له، أروح أنام أنا يا أبتي، كان قد قلب صفحات كثيرة من الكتاب وقال له أخي المغيرة الجالس وشه مقلوب من الغضب، ما تخليها تغور. صوب أبي أوسخ حاجة فيه، عيناه إلي وقال، اقعدي يا بنت الوسخة عشان تعرفي أعداء دينك وصلوا ف الكفر لحد فين. وعاد ينظر في الكتاب وهو يغمغم ويبرطم، ثم وضع إصبعه على حتة في الكتاب وقال للمغيرة، اسمع يا سيدي ابن المنيوكة بيقول إيه، وتقصد تلك الجماعات إلى الخراب، فيخرجون بقول دموي يقول، من رأى منكم منكرا فليغيره بيديه أو بلسانه أو بقلبه وهذا أضعف الإيمان، وطبعا لا وجود في هذه الجماعات لحكاية أضعف الإيمان هذه ولا هم يعترفون باللسان كقادر على التغيير وأنا شخصيا أول مرة أسمع فيها هذا القول وكنت طفلا، مددت يدي وطوحت بطبق الملوخية التي أكرهها وبما أنى لا أحبها فهي منكر، من فوق المائدة مما عرضني لعلقة ساخنة من أبي وبمشاركة من أمي وأخي الذي لبس الطبق في وجهه وتعجبت جدا منهم وقلت لهم ده أنا بأغير المنكر يا جماعة، فأجابونى أنهم أيضا يغيرون المنكر الذي فعلته بأيديهم. فالقول الذي يسمونه حديث لا يحدد ما هو المنكر، فأصبح أي شيء وكل شيء لا يعجب الأخ الذي وجد في نفسه خلو من المنكرات فيطبق الحديث المدسوس على الآخرين الذين لا يخلو أحدهم من منكر أو أتنين، بينما وضح بالتفصيل طرق التعامل مع الذين يعانون من المنكر وأباح التدخل في حياتهم بثلاث وسائل، وعند محاولة الرد عليهم أو النقاش معهم فهم لعجز وجهل لديهم يقطعون أي سكة لذلك بالقول الآخر المضحك بأن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهم في تلك الجماعات يستخدمون ذلك القول أكثر مما يستخدمون بسم الله الرحمن الرحيم ليكون مانعا مقدسا لعدم كشف خرافاتهم وافتراءاتهم على الرسول الذي أسأوا إليه أكثر مما فعل كفار قريش الله يمسيهم بالخير.
ولمصالح خاصة جداً بهم في تلك الجماعات وصل بهم الحال إلى العند مع الله الذي نفى بنفسه كثيراً أن يكون للرسول عالما بالغيب من خلال آيات متفرقة في سور القرآن، لكن من الواضح أنهم في جماعة الأخوان المؤمنين وعملائهم في الأزهر لا يصدقون الله، ومفهوم طبعا لماذا لا يصدقونه وإنما يصدقون ما يقولونه لبعض من كلام وحكايات تنسب للرسول العلم بالغيب ليمرروا من خلال ذلك كل ما يودون تمريره على حس الرسول، وللغرابة ولأنهم أغبياء فهذه الحكايات لو دققوا فيها قليلا، أو أتوا بأحد ليس من العصابة، بيفهم  لأكتشفوا أنها تؤكد كلام الله فلو أن الرسول يعلم الغيب ما قال على عمرو بن العاص أنه أسلم الناس وآمن عمرو، بما معناه أسلم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي بينما كان الإيمان من نصيب واحد زي عمرو بن العاص، أو ما كان جعل معاوية بن أبى سفيان من كتبة الوحي هو والآخر الذي ارتد وكفر مرة أخرى، لكن هذا هو الطبيعي، وعادي أن يروا في عمرو ومعاوية وكل تلك الأشكال من عينتهم، أنهم رضي الله عنهم وأيضاً أرضاهم، لأنهم أقرب الشخصيات لتجارتهم بالدين وأسلوبهم في التضليل وهم الآباء الروحيين للنصب باسم الإسلام.
ولا تجد لدى هؤلاء الذين يدعون أنهم أفضل ناس مسلمين حصلوا في تاريخ الإسلام أي حديث فيه خير أو لا يؤدي إلى كره وعداوة ودعوة للقتل، ولم يعجبهم في كل ما نسب للرسول إلا أقاويل الفتن والحروب التي مستحيل أن ترد عن رسول بعظمة محمد، فتراهم يهللون فرحاً بقول عيب جدا ينسب حتى للحجاج الثقفي الشهير بالسفاح الذي ضرب البيت الآمن، الكعبة بالمنجنيق، يقول من بدل دينه فاقتلوه. وهم هنا يصنعون مشكلة كبرى للرسول مع الله مشكلة هي أقرب للوقيعة والدس بينهما، فذلك الحديث يعارض بشدة ووضوح آيات قرآنية عديدة، لكن أعتقد أنهم وصلوا لدرجة يعتبرون فيها أنفسهم أعلم من الله بدينه وأحكامه فأكملوا هم ما لم يتمه القرآن الذي قال أن القتل فقط في حالة القصاص أي النفس بالنفس، فأضافوا هم حالتين سقطوا سهوا من القرآن وهم الثيب الزاني والتارك للجماعة المفارق لها، وهنا نحن مطالبون كمسلمين أن نمنحهم جائزة لنبهاتهم ونشكرهم على تلك التصحيحات التي أدخلوها على القرآن ولا أملك إلا أن أستغفر الله العظيم وأعوذ به وحده من هؤلاء الحمقى.
وحدث أن صدرت جماعة الأخوان المؤمنين من ضمن ما صدرت فكرة أنهم هم الوحيدون أصحاب الأخلاق الرفيعة وهم فقط مختصون بالشرف والجدعنة والشجاعة والكرم والنظافة والأدب وهم حصرياً أصحاب الفحولة الجنسية الخارقة التي تجعل عضو الجماعة لو ضرب عضوه في جدار لأخترقه. ويعتبرون أن كل الخصال الحميدة ظهرت وجاءت مع نزول الإسلام ومكتوب عليها خاص بالمسلمين، جاهلين أنها خلقت مع السموات والأرض في نفس الليلة، لكن كيف يكون هناك مسيحي مؤدب أو بنت يهودية لها مبادئ أو كافر كريم، حتى الاستحمام مصدقين أنه حالة خاصة لا يشاركهم فيها أحد. ويؤمنون بلا أي شك أنهم أحسن من تبع الرسول بينما هم في الحقيقة يتبعون ذلك الرجل السعودي المخرف، ذلك الرجل الذي يحكى أنه في صغره وجزء طويل من شبابه كان مشهورا بترك جسده للعيال والرجال لتلوط فيه، وفي يوم كانت طيزه بتنقح عليه دون رحمة، فوجد أمامه شاب فقال له ما تيجي يا حاج تطقطق لي ضهري، رفض الحاج لكونه لم تمض عليه نصف الساعة منذ أن سحب ذكره من كس الحمارة ومازال لسه متكيف ولا ينقصه شيء وعال العال، فقال له، لأ مش هينفع، فصعبت عليه نفسه وحصل له أنه اتحمق لأنه مش متعود يطلب بلسانه وحد يكسفه، فسأله، أومال كنت عايز تنكني يوم الجمعة قبل الصلاة ليه، رد الحاج  بوقار واحتشام أصل يا شيخ فيه حاجات كتير في الدنيا ربنا محرمها، منها الموضوع ده، انتبه الشيخ وسأله عن هذه الحاجات المحرمة فقال له الرجل على مدار سبع ساعات حوالي 6239 شيء محرم على الناس المسلمين ومن ساعتها بدأ الشيخ يعد لمذهبه حتى أعلنه وصار له مريدون وانتهت شهرته الأولى وتوقف عن أنه يتناك وأن كان لا يخلو الأمر من ظهور مريد من وقت للتاني يهمس لصاحبه أن اللي فيه داء ما يبطلوش أبدا. وكان الشيخ يملك من الغباوة والتعصب والمخ الوسخ ما جعله يجدف ويعدل على الله والرسول فهو حسب ما أعلنه من مبادئ يكون الله والرسول مقصرين في حق أنفسهم ومفرطين في الدين وأن آيات التسامح وحرية الاعتقاد والمساواة، كل هذه آيات في رأيه ما كان لله أن يذكرها ولولا شيء غامض منعه لقال أن هذه الآيات مدسوسة على القرآن وأن به تحريف، عفوك يا الله.
وأيضا هو من ضمن كبار الأوغاد المسئولين عن ترسيخ الرعب المذهل عند الناس المسلمة من شعر المرأة واعتباره أولى بالخوف منه من الله، وأن السعي إلى إخفائه هو السبب الحقيقي لنزول الرسالة، فأصبح بذلك المسلمين هم الديانة الوحيدة عبر التاريخ التي تخشى من سقوطها واندثارها بسبب شعر المرأة. ومن إضافات الشيخ السعودي المخرف تمجيد ذلك الكائن الإسلامي المهم المدعو بالثعبان الأقرع الذي نحمد الله كثيرا أنه أقرع فلو كان له شعر ربما كان عبده المسلمون واتخذوه إلها، ووصل الرعب منه رغم صلعته إلى أن أصبح يقال في أوساط الجماعة والأوساط المتأثرة بهم أن ملائكة الموت ترفض النزول لسؤال الميت خوفا وإشفاقا من أبو زلبطة، رغم تأكيد كل علماء الزواحف على عدم وجود أي ثعبان يملك شعر وأنه منذ خلق الله طائفة الثعابين وهي صاحبة جلد أملس أي أن الثعبان إياه لا يتفرد بالقرعة، وتجاهل أتباع الشيخ المتنكرين في مصر تحت اسم جماعة الأخوان المؤمنين كل تأكيدات منتهكي القبور وسارقي الجثث الذين ينزلون للقبر لتقطيع الجسد الميت من أجل بيعه لطلبة الطب للدراسة أو للأغنياء لزراعة أعضاء جديدة، من أنهم لو صادفوا ذلك الثعبان الفقير الذي لا يملك ما يزرع به شعر أو حتى يشتري له باروكة لقطعوه أربا وناكوا كس أمه على حد قولهم. لذلك ولكل ما فعلته جماعة الأخوان وما خرج من تحت رجليها نعتبر أن السنة المنسوبة زورا للرسول الذي هو أعظم وأرقى من أن يكون هذا الكلام كلامه، نعتبرها هي حكايات للتسلية بدلا من الكوتشينة ولكنها لا تصلح مصدرا للتحكم في حياة البشر لوجود كتاب الله ولأنها في الأول والآخر هي روايات لبشر عن بشر .
وعندما أغلق أبي الكتاب ودون أن يكمل لأنهمار المغيرة وارتفاع صوته بالعويل وتزايد الزيطة والدوشة الصادرة عنه، مما أدى بأبي لسؤاله، مالك يا اد، قال وهو يشن ليسحب الماء السائل من أنفه إلى انفه من تاني حتى لا يصل لفمه، العرص ابن العرص بيتهجم على سيدنا معاوية وسيدنا عمرو، ده ناقص لو شافني ف الشارع يقوللي ابوك ابن متناكة، طب يقل أدبه على ربنا عادي من واحد كافر، يقل أدبه على الرسول للرسول رب يحميه، يقل أدبه على الجماعة للجماعة مرشد يحميها، لكن مين يحمي الرجالة الحلوة بتاعة زمان، على العموم يا أبي حقهم عندي أنا، أنا فداك يا حبيبي يا معاوية، أنا هانصرك يا شفيعي يا عمرو. وأضاف وهو يقرقط على أسنانه، لولا أن البنت المعفنة دي قاعدة وسطينا ومش عايزها تتيتم كنت كسرت رقبة أمك على ركبتي حالا علشان الكلام الكافر اللي قريته ده. ثم شاطني من على الكرسي ودفعني أمامه للخارج، غوري من وشي يلعن أبوكي ابن كلب وسخ.
وقاد بنفسه أخي المغيرة عملية الخلاص من الكاتب رغم الاعتراضات على اشتراكه وتعريض روحه للخطر ولكن الحمد لله يا رب كان حماسه أقوى وهجم مع أخوانه المؤمنين وحرق منزل الكاتب بعد أن خرطه بالسيف إلى 150 قطعة، 75 من أجل الحاج عمرو و75 علشان الحاج معاوية، وعند الهرب وهو يجري قال له أحد الأخوة، ليلى علوي هناك أهي يا أمير. توقف وسأله، أحياة النبي صح، ليلى علوي دي بتاعة فيلم المغتصبون
- هي يا أمير
أسرع المغيرة إليها ومعه الأخوة وتقدم منها مصافحا بقوة وحرارة وطالبا منها صورة عليها توقيع، قالت وقد بدا عليها الرعب من منظرهم وخصوصا أن المغيرة الذي تولى عملية الذبح والتمثيل بجثة الكاتب كان الدم مطرطشاً على ملابسه البيضاء وصانعاً لبقع كبيرة، وهناك على لحيته قطرات دم تلمع وهو ما زال ممسكا بالسيف الذي لسه بينز دم، بس أنا ما معيش صور دلوقتي، ولما كشر المغيرة، قالت، بس ممكن نتصور سوا صورة جماعية وأخرجت البنت التي معها كاميرا والتفوا حولها، تبسم المغيرة إحدى مرات التبسم النادرة له وهو يضع يده على كتف ليلى علوي غارسا أصابعه في لحمها، وعندما أصر على صورة كمان معها لوحده كانت الشرطة حاصرت المنطقة وسحبتهم واحد واحد دون مقاومة إلا من المغيرة الذي استسمح الظابط في بس دقيقة للتصوير مع فنانته المفضلة.
ولم يكن قد أمضى 21 سنة من مدة حبسه المفتوحة حيث أتخذه أمن الدولة لعبة يلاعب بها أبي وورقة ضغط على الجماعة وواحدة من طرق الابتزاز لها، عندما سحب حنيكة السكين الذي كان يخبئه في ملابسه الداخلية ورغم أن المهنة التي كان يمتهنها ذلك الكلب قبل الاعتقال لم تكن الجزارة ولا كانت مهارة التعامل مع الأسلحة البيضاء وخاصة السكين من ضمن مهاراته إلا أنه التف حول المغيرة الجالس يتناول طعامه في أمان دون أن يعير حنيكة أي أهتمام إلا لما أطبق على جسده بفخذيه من الخلف فنهاه المغيرة عن الهزار الآن، استمر حنيكة وجذب ذقن المغيرة إلى أعلى وقبل أن يبدي ذلك أي رد فعل كانت السكين التي في يمين حنيكة تجاوزت الحاجز الأول من رقبته وتوغلت فيه حتى اختفى النصل وجرى سريعا داخل الرقبة فقطع عروقها وكل ما يربطها بالجسد وخرج من الناحية الأخرى عند القفا. حلف حنيكة على حدوث هذا بيسر وسهولة زي المعجزة مع أنه ما كان جزارا ولا صايع أو بلطجي وقال أنه انبسط، بينما كان المغيرة آخر إحساس له هو الذهول تجاه صديقه وأخوه في الإسلام وشريكه في الزنزانة والتعذيب وعلى حد جملة حنيكة، مفيش كف اتلطش لواحد منهم إلا وكان فيه كف زيه على وش التاني أو قفاه،

هذا تذكره ورأس المغيرة يتطوح في الهواء بين أصابعه ومكان القطع يضرب في وجهه الدم المندفع بقوة وغزارة على زخات، طوح بالرأس إلى الجدار المقابل فارتطمت بعنف وعادت إليه تتدحرج إلى أسفل قدمه اليمني، شاطها برعب ودفع الجسد بالقدم الأخرى، تكوم على الأرضية يبقبق الدم منه، عادت الرأس اليه، ضربها، عادت، تمكن منها، أطاح بها إلى الحائط، ارتدت أعلى قليلا، أخذها على ركبتيه برفعة محسوبة، ثم تركها تهوي حيث تلقتها القدم زفها بكل قوة ليردها له الحائط في مستوى دماغه، غمزها برأسه وقد حصلت له نعنشة وذهب عنه الرعب وبدأ يتعامل مع رأس المغيرة على أنه كرة قدم.
أثار ما حكاه هذا الهمجي قرفي فقط، فلا أعصابي أوشكت على الفلتان وتمالكتها بصعوبة ولا الغضب والغل تملكا مني وسببا لي كمدا وغيرة حرضتني على الانتقام لدم أخي، فهو بالنسبة لي لم يكن أخي قوي يعني، أن كل علاقتي به اقتصرت على الإيذاء منه لي سواء بالضرب أو الشتائم أو حتى نظرات الاحتقار، لأنه كان يراني مجرد كس ولا أذكر يوما واحدا اعتبرني فيه إنسانة مثله أو حتى عاملني بالمثل فرغم كرهي له إلا أني لم يحدث خالص أن اعتبرته مجرد زبر. وما كنت أحمل له أي ود أو تعاطف أو مجرد ذكرى حلوة طبطب فيها علي أو أشترى لي حاجة تفرحني، على العكس لا أتذكر الا تلك الليالي التي كنت أصحو فيها مفزوعة وخائفة من العساكر الأتون للقبض عليه وخصوصا تلك المرة التي غلطت وظهرت بالقرب منه لأتفرج وقبل أن يضعوا أيديهم عليه، أمسكني من رقبتي وأسند ظهري إلى صدره واتخذني رهينة وهددهم بي، لو اقتربوا أكثر سيقتلني ولم تقل له أمي اللبوة أن يتركني أو عيب وان أنا مليش ذنب، عيلة، ما يصحش يعرضني للخطر، لكنها قالت، أمسكها كويس، البت دي بتعض، خد بالك لتفلت منك، وزغرت لي قائلة، إهمدي يا كلبة .
في حين شخر له الظابط وقال، وانت بكس امك لما تدبح اهلك كلهم تفتكر هاسيبك تهرب، نزل البت يا عرص وتعالي كده بالراحة احسن لك. سحبوني العساكر من أمامه، بعد أن كان ما له عندي قد راح، وبعد ان أوجع جسدي بضغطه العنيف علي وهبدني على الأرض كأنه يريد أن أتكسر كما لو كنت مصنوعة من الزجاج.
ولما ذبحه حنيكة وأعلمني أبي أن شرف الجماعة وسمعتها اتمسح بهما الأرض وقرر أن ينتقم لأخي حتى لا تأكل الجماعات الأخرى وجهه، فاجأته جدا وظل طويلا مبلم عندما تطوعت أنا لأثبت قدراتي وصلاحيتي أمام أبي والجماعة ليتركني أتولى أمر تنظيم القتل في سبيل الله عند وجود الفرصة، وقلت له لازم أنا اللي أخد تار أخي لأني كنت أكتر من أحبه طول ما كان عايش، أقنعته أني أفضل من يصلح للمهمة لأني غير معروفة ولا أثير الشك فمن سيفكر أن امرأة تقدر على الانتقام لأخيها وفي قلب معتقل.
وساعدني حنيكة بصراحة، الرجل ما أن قدمت له نفسي باعتباري صحفية أتت لتساعده وتسمع حكايته، وقال ما قال ببساطة وسرعة ومن دون أن أسئلة، ما عدا سؤال واحد كنت نفسي أعرف الرد عليه علشان لا أعيش في حيرة، عن سبب قتله للمغيرة، وفعلا سألته لما خلاص وجدت أني مش قادرة أتحمل أني ما أكونش عارفة، رد صد رد علي وقال، لأنه كان كافر، تتصوري انه كان مؤمن أن الراجل لما ينيك مراته ف طيزها ما يبقاش كافر ولما قلت له الحديث المروي عن جرجس سعد عن لطيفة عن نشوى دلع عن نوال، انه قال ما من رجل يأتي امراته في طيزها الا وكفر بما أنزل على محمد. عمل روحه ما سمعش، سكت وكنت ما بارضاش أطول معاه ف الكلام لأنه كان الله يرحمه ابن متناكة، أيديه طرشة وما كانش بيرد بلسانه، وفضلت صابر وحايشني عنه خوفي من الله، إلى ان كفرت ولا عاد يهمني ربنا ولا غيره، وأول ما وجدت نفسي حر ومش مربوط بآله، قلت أنتقم بقا براحتي وأفش غلي فيه، ما أنا كنت مغلول من ساعة ما سمعت الخبر، واللي غايظني إني برضه لسه ما اتفشتش ولسه النار بتصفي فيا.
قبل أن أدب السكين في نن قلبه، أو في نفس اللحظة يمكن التي دخل فيها النصل الطويل، أوصلت لأذنه آخر جملة سمعها في حياته المهببة، انت موتك كويس قوي بالنسبة لك. وهو لم يصرخ، الحق يتقال، وعبر عن نفسه بحشرجة وحتة دين ذهول مذهل من شدة جماله، عجبني، ألقى نظرة على مقبض السكين الذي افلته من قبضتي ومالحقش يطلع بعنيه إلى وجهي، وقع مرتطما بالأرض بشدة وزيطة أثارت زوبعة من تراب السجادة السميكة المعشش فيها من زمن، رغم أنها في غرفة المأمور لدرجة أني كحيت وهويت أمام وجهي بكفي أهش الغبار. وبلهوجة قبل ما يدخل علينا أحد، نزعت عنه ثيابه وذهب عني الأسف والحزن وإحساس الخسارة، فقد ظنيت لبعض الوقت أنه لرجل متين، لكنه وهو عاري، أتضح لي أنه معضم وزبره كاشش ومش باين وسط بيضانه. فكيت عني الطرحة ومزعت أجزاء من ثيابي، ظهر منها حتت من لحمي، رفعته بصعوبة أوصلتني للفرهدة وأسالت عرقي ولو حد رآني سيقول أني مخلصة يا دوب لسه مشوار جري مش أقل من 50كيلو متر، تقطعت أنفاسي واشتغلت أنهج مع أنه مش تخين، بس الظاهر البني آدم بيتقل لما بيموت، دخلت تحت منه وأنا متضررة وعلى عيني ثم عرفت أن من واجبي لأجل الانتهاء من هذا الموضوع اني أصرخ.
أقتحم المأمور الغرفة ولما شاهد المنظر، أغلق الباب بالمفتاح، ألقى بالكاب جانبا، فك الجاكت وخلعه والقميص والفانلة الحملات، أنزل البنطلون والكلوت، رماهم وراه، مال علينا، دحرج القتيل من فوقي، بيده مسح العرق من على شفتي، جفف جبيني وأنا كل همي أني أفضل صاحية ولا أسقط في الأغماء، أو أتهبل من الفرحة فقد كنت غير مصدقة لما يحدث ولا لتلك الفرصة غير المتوقعة بالمرة. وضع كفه على بزتي اليمين بعد أن لحس أصابعه المبللة بعرقي وقال تسمحي، مد يده أخرج البز، مسح عليه ببطن كفه برفق من أوله إلى أسفله ثم عصره، قرص الحلمة، سحبها إلى الخارج، هزها قبل أن يخفيها في فمه طويلا، ولو علي مش عايزاها تخرج من بين شفايفه، لكن حتى لا تأكل الغيرة والنار البز التاني، أخرجته، دفعت به اليه، بكفي اليمين على قفاه ضغطت وجهه، دخلت الحلمة إلى الجنة في فمه، حقها، خليها تاخد نصيبها من المص والدغدغة، 39 سنة كفاية قوي لعدم التعرض للمص واللحس مع وجود رجل محسوب علي بالظلم زوجا، فهو في المرة الوحيدة التي لمسني فيها ماخدش باله من أن عندي بزاز .
النار اللذيذة تجاوزت صدري إلى دماغي لما أخرجني من باقي هدومي وركب فوقي وزبره يغزني في بطني وينزل في سرتي، فرد ذراعي إلى الوراء، لمس جانب فمي ثم عض برفق وعلى مهل شفتي السفلي ولما مصها كان عنيفا، فتح فمي وبلسانه مر بين أسناني، سحب لساني إلى فمه، فما عدت أعرف شيئا عن اي شئ، لحس سقف حلقي، بلع ريقي وبلعت ريقه وعلشان أنا غشيمة كنت هاقفل على لسانه باسناني وقت أن دخت وتخدرت، لكنه كان يعرف ما يفعل، دخل بوجهه تحت أبطي، مرغ أنفه وفمه في الشعر الغزير المتموج النائم فوق بعضه، ضم جزء كبير منه داخل فمه وشد بحرفنة بأسنانه، صرخت من اللذة، ثم صعد بزبره فاختفى رأسه الصلب بين كتل الشعر المبلول، أحتك بجذوره، صرخ هو من شدة الهياج وأنا اعتبرت أن زبره في مكانه الصحيح وأكتشفت أن لي كس تاني، فمن قال أن النيك في الكس فقط، أنه أيضا حلو جدا في هذا المكان، أنتزع نفسه خوفا من الوصول، نزل إلى وسطي، سحب الكلوت الملتصق بلحمي بفعل العرق وسحبة الكلوت بالذات يا لهوي على جمالها، هي أول وأمتع الحركات، خلتني أحس بحلاوة أني نتاية أسيطر على الدكر وأملكه مع أنه فاهم العكس. تألقت عيناه الجميلتان وهو يتأمل كسي وما يحيطه ويغطيه من خصل الشعر المنكوشة بفعل سحبة الكلوت، قال وهو يلهث ويبلع ريقه، يخرب بيت حلاوتك انتي هتجننيني، ووداني هو إلى الجنان الخام، الخالص، غير المخلوط بحاجة تانية عندما رفع ساقي اليمني بحركة رشيقة، قوية، جرني اليه، ضربني بزبره في قلب كسي ضربة معلم، ضربة متنشنة، هي أجمل ما حدث لي في العمر لدلوقتي، فما ترك فتفوتة عندي لا تحس به. إبن الإيه ده طلع نييك، زبره مع كل زقة يزداد حنبطة ونشفان وأنا أصرخ مرة، أشده علي أكتر مرة، أعضه في رقبته مرة وأبوس ف أيديه ودراعاته، امسك بأول زبره عند المنبت لاتأكد أن هذا حقيقي ويحدث فيّ فعلا. وكل جرة زبر للخارج تخلصني من الحرمان والتعب والعصبية وتأخذ معها احساسي السابق بالمرارة والظلم، وكل دفعة للداخل تعطيني الهدوء وراحة البال وهدوان السر. ولما أحس بالماء يخرج من لحم كسي الجواني ويحيط بزبره، يبلله أكثر ويسيل مارا بالراس وبقية الزبر إلى الخارج فيختلط ويختفي في شعر كسي، خيل لي أني رأيته يبتسم، فرحان لي، رغم أني حفرت وشخبطت لحمه بضوافري وأنا شغالة أتلوى وأصرخ والدنيا كلها مش سيعاني ومش عارفة أشكره ولا أشتمه لأنه بهدلني من المتعة، انتظر قليلا إلى أن هدأت وفتحت عينيا وسألني وهو داخل طالع ببطء في، أنزلهم بره ولا جوه، تذكرت ما تقوله يوستينا في مثل هذه اللحظات فقلت وأنا أقبل باطن كفه، انت لما هتجيبهم فيا هتدفيني. أربعة هي المرات التي أرتطم فيها ما خرج منه من خير بقاع كسي قبل أن يمضي ليذوب مختفيا، ساكنا في أحشائي للأبد.
ظل داخلي دون حركة إلى أن عاد له تنفسه العادي وتوقف عن اللهاث والشخر والأنين، وكنت أحمل هم لحظة سحبه مني، ماذا سأفعل بحياتي بعد ذلك، صارحته برغبتي في بقائه جوايا أو حتى يخرج ليعود وقلت له على بلاطة، أنا محتاجة أتناك مرة كمان. أجابني بهدوء ضيعني، لأ مش هينفع أنتي بالنسبة لي كنتي زي التفاحة وخلاص كلتك ومبقاش فيكي حاجة تتاكل، يلا قومي البسي وروحي بألف سلامة.
سحبه من كسي، مسحه في شعري، جففه، أنهضني، حضنني بحنان وأبعدني عنه بصعوبة لالتصاقي العنيد ورفضي الابتعاد، زقني ثم قبلني وطلب مني اللجوء اليه عند حاجتي لأي حاجة وأفهمني أنه تحت أمري في أي وقت لو قابلتني مشاكل في الحياة. ولما سألت عن ذلك الذي قتلته، ضحك وشرح لي ان هذا كان متفقا عليه مع أبي .
وهكذا في المرات الثلاثة لم ينوبني في مقابل خسارتي لثلاثة اطقم من الملابس الغالية على إلا هذه النيكة المعتبرة. ولم يمنحني قتلي لحنيكة الكلب أي ميزة أو دفعة نحو القرب من حلمي. وبعد أن لم كحرتها الجثث على جنب وهو يقول لمن بقي من الأخوة حيا، يا ولاد المتناكة بتموتوا بعض ف بيتي وقدام عين مراتي، طب والله يا معرصين من هنا ورايح لأديكم سلاح من غير ذخيرة، هاخليكم زيكم زي عساكر الجيش يا كلاب، يلا يا كس امك انت وهو كل واحد فيكم يشيل له جثة ويطلع بره بيتي، يتصرف فيها بمعرفته، أنا برئ منكم وماليش دعوة بيكم، وانت يا اد يا علي انت وخالد محدش فيكم يتحرك الا لما تنضفوا المكان كويس قوي من الدم وحتت اللحم المتبعترة دي، وكما ورد عن الرسول أن الله نظيف يحب النظافة.
وأنا في الحمام اكتشفت أن طالما كحرتها محطوط كأمير للتنظيم وشكله مش هيغور بالساهل ولأجل أنا أحصل على القيادة لأبد من خلو مكان القائد في الأول، لذلك لما عرفت من يوستينا أن أمي ستأخذها لزيارة ضريح أحد الأولياء ضمن مشروع إدخال الإسلام إلى قلبها، وجدتها فرصة من السما وأقنعتها أنها لازم تستغل فرصة الخروج من البيت النادرة هذه والتي قد لا تتكرر  وتأخذ أمي إلى مولد العدرا الذي قالت أنه مقام الآن ومعاه يومين وينتهي.
وخرجت يومها معهما وعند باب الضريح قالت أمي، ده بقا مقام سيدنا أبو زب الحرامي ورضي الله عنه كان أبو وش أبيض عاطي له في زبره من وسع ومبارك له فيه وعمره ما حاش زبره عن أي سائل أو محروم، ست أو راجل ولا يقول كاني ولا ماني اللي عاوز زبره ياخده، لأنه كان يعلم أن له في ذلك حكم وموعظة، وكان ربنا يصبر ناسه عمره ما اتمسك في أي سريقة ولا ثبتت عليه أي تهمة ولا فشل في أي هجمة على أي بيت وكان رحمة الله عليه يسرق البيت وأصحابه موجودين فيه وصاحيين عن شرط، وده ليه يا يوستينا لأنه كان بيراعي ربه ودينه ف اللي بيعمله، عمره ما قال أنه رايح يعمل شغل الا ويقدم المشيئة ويقول أن شاء الله ويصلي قبل السرقة علشان ربه يسترها معاه ويصلي بعد السرقة شكرا لله وربنا قال أن شكرتم لأزيدنكم، ولاحد سمع عنه ف يوم انه قل أدبه ولا اعتدى على حد وقت السرقة واذا وجد قدامه حد من أهل البيت يرمي عليه تحية الإسلام ويفكره بحديث الرسول عن إكرام الضيف وازاي ان هذا المال هو في الأصل مال الله ومحدش له حاجة ولا حد هياخد معاه حاجة ف الكفن، وكل ده لأن بسلامته يحميه اللي خلقه من الدود والنار كان قلبه مشروح بالإسلام.
دخلنا إلى الضريح، أشارت أمي إلى لوحات كبيرة مكتوب عليها قال الشيخ أبو زب الحرامي، الحمد لله. وأخرى من أقوال الأمام الشيخ، سبحان الله. وأخرى عن قول مأثور للشيخ تقول أن من أشهر ما نطق به مولانا، مالك يا عم.
ثم قالت ليوستينا، شايفة بقا المسلمين عارفين قيمة بعض ازاي، الإسلام عمره ما نسي أولاده الصالحين ولعلمك أنا ما رضتش ألففك على مقامات سيدنا أبو شفة وسيدنا أبو ضب وسيدنا أبو شخة حديد وسيدنا الأكتع ذو البال الطويل وسيدنا الملطع رضي الله عنهم جميعا، وقلت أختصر وأوديكي للكبير مرة واحدة ومتهيألي دلوقتي بقا ما عندكيش أي حجة تخليكي مستمرة ف الكفر وماشية تهزي أطيازك ف الضلال ولا بينا نروح كمان نطل على مقام الشيخ بعباص. زغردت يوستينا وقالت، والنبي يا ستي مقام حلو بس ينقصه حاجات الترويح عن النفس. سألت أمي، إزاي يعني، فقالت تستحلف أمي، وغلاوة مولانا أبو زب يا ست توافقيني نروح نزور مولد العدرا، ده انا نفسي من زمان ومش طايلة ورقبة النبي يا ست ما تقوليلي ما نروحش وقولي نروح.
- وايه هو ده مولد العدرا
- يالهوي يا ستي، ده المولد بتاع الفسيخ والحلاوة الفقش والحمص وخيم الرقصات واليوسفندي.
تهللت أمي وقالت، يا سلام ده إن كان على كده يلا بينا.
تحركنا إلى مسطرد، عندما اقتربنا من الخيام المقامة على حافة الترعة والتي سأقابل فيها كحرتها، تركتهما دون أن يحسا بي ودخلت إلى الخيمة الخامسة الموجود بها كحرتها الذي من الواضح أن حتى الله يكرهه والا ما كان لحظي الحلو قراره أن تكون عمليته المسلحة الجديدة هنا، حيث جاء ليتخلص من صبيان الرقاصات لأنهم في رأيه في غاية الأهمية ومن غيرهم الرقاصة لا تعرف تروح ولا تيجي، لذلك صمم للمرة الثانية، الأولى كانت السنة الماضية، على التخلص منهم ليجبر الرقاصات على الاعتزال والتوبة ودخول الجماعة والتزوج من أخوة مؤمنين ومع أن الرقاصات لم تؤثر فيهن العملية الأولى التي قتل فيها صبيانهم، لكن كحرتها مصر على هدايتهن لأنه على حد قوله، اللحم اللي عندهم ده لو وجه لخدمة الإسلام والجماعة هتكون ضربة قوية للأعداء ونصرة وعزة لدين الله وشوفي كام راجل هيدخل الجماعة بسببهم وعلشانهم، أنهن مهمات أكثر من الدعاة والوعاظ بتوعنا.
في الخيمة رأيت كحرتها ورجاله يهللون للرقاصة، تقدمت منه وقلت له أن الكلبة أمي والبت يوستينا رايحين دلوقتي الكنيسة، وأنا كنت أمبارح مفهماه أنها ذاهبة تغير دينها وتتنصرن ودي اخرة عشرتها للنصارى، فوعد الله ورسوله على ذبح الاتنين كأقل حاجة ممكن يقدمها في سبيل الله.
لم رجاله وخرجوا ولأنهم كانوا يفهمون التنكر خطأ، ارتدوا قمصان وبنطلونات بيضاء ولم يداروا الدقون، فبدوا كما لو كانوا يقولون احنا هنا وكانت نظريتهم في ذلك أنه يكفي للتخفي قراءة سورة ياسين فيخفيهم الله بقدرته عن أعين الأعداء كما فعل مع الرسول وأبوبكر ليلة الهجرة، ويرون أيضا أن التنكر ليس سنة عن الرسول وهم سنيون الحمد لله وكمان أصلا لا يخافون من الأمن لدرجة أنهم يخرجوا عن السنة ويعتمدون على العلاقات الأخوية والمصالح المتبادلة مع الأمن والذي يرحب بمثل هذه العمليات المسلحة وفي أحيان كثيرة يكون هناك تنسيق ومشاركة كبيرة من الأمن خصوصا عندما تكون العملية بها أذى وخسارة للنصارى. ولكن حسب ما أرى أكيد هذه العملية لم يكن هناك أي حماية أمنية لها وربما يكون كحرتها نسي، لأن الله مش طايقه لذلك أنساه أن يبلغ عنها أمن الدولة، فبمجرد أن حاوط كحرتها ورجاله أمي ويوستينا وهم يشترون ب 2 جنيه حمص ويا دوب ما أن ضربوهما بالرصاص واطمئنوا على سقوطهما موتى، سايحين في الدم، حتى كان الرصاص يخترق كحرتها ورجاله من الخلف والأمام ومن أعلى ومن اليمين والشمال، هوى كحرتها العرص الذي يعتبر حرمني من حنان الأم وجعلني يتيمة فوق جثة المرحومة وكان كأنه يحضنها أو بينكها، وله في سري قلت، يلا يا ابن المرة الوسخة قال النيك يلهي عن ذكر الله، طب ده النيك عبادة.
ذهب كحرتها في ستين مصيبة، الله يحرقه مطرح ما هو نايم، وانتقمت من أمي أحلى انتقام، وتجاوز ما حدث لهما ما خططت له، فاقصى أحلامي لم يصل لرؤيتهم موتى، دلوقتي بقا أستفرد بأبي وأستغل حالة الحزن والضعف لأجعله يعطيني قيادة تنظيم القتل في سبيل الله غصبا عن بوزه وفي ضهري يساعد معايا حبيبي المأمور، وأول حاجة هاعملها لما أكون الأميرة أغير أسم التنظيم وأخليه كله في سبيل الله وليس بس القتل، لأ وكمان الزنا والسرقة، وهأدوس على رقبة أبي وأزحزحه شوية شوية إلى أن أجلس مكانه وأكون أنا المرشدة، أنا أولى من أبي الذي ما عاد لديه شيء لا لي ولا للجماعة وكفاية ما فعله في حياتي لحد كده، مش معقول يفضل قارفني اكتر من ال 39 سنة ومدمر نفسيتي وقاهرني وكاتم على روحي، خاصة وقد اصابه الجنون وبدأ يخرف تخريفات خطيرة يعتبرها هو اكتشافات دينية عبقرية ستقلب العالم كله وتجعل قدميه مكان رأسه لمدة طويلة لأنه يتعلق بمكان نزول الرسالة على حضرة النبي وأنه تأكد تأكد ابن شرموطة من أن هذا المكان لم يكن أبدا صحراء السعودية وإنما كان هناك في صحراء الأسكيمو ودليله على ذلك أن المناخ في صحراء الجزيرة العربية مفسد للأعصاب وللأخلاق وبما أن الثابت وصوله لنا عن الرسول أنه كان رجلا جميل الخلق، عظيم التسامح، هادئ الطباع، لين ولم يكن ابدا فظا غليظ القلب كما أكد القرآن. وهذا ما لا يتفق نهائيا مع جو الصحراء الداعي للغضب والأنفجار المؤدي للكفر على أهون الأسباب، فكيف مع تلك الشمس التي تنقح في الروؤس اكتر من 16 ساعة يوميا أن يتاح لأحد ولو حتى كان رسولا أن يبني كل تلك العظمة والمجد. وعما قيل عن الغمامة التي كانت تظلل على راس الرسول وتمنع عنه نار الشمس، فهذا مما يؤكد كلامي ولا ينفيه وهو أعتراف آلهي من ربك أن الوجود تحت هذه الشمس لا يؤدي إلى فعل أي شيء طيب، بل أنها تحرض دوما على الشر وصب اللعنات وسب الدين وحتى باقي اليوم في تلك الساعات التي تختفي فيها الشمس مؤقتا تكون وقتا مخصصا لتدمير الأعصاب لأن كل دقيقة تمر في نسمات الليل اللطيفة تقرب سكان هذه المنطقة من اللقاء تاني بالشمس التي لا ترحم. وعلى عكس ذلك فأن الجو في الأسكيمو مناسب جدا لنزول الرسالات ويا عيني على الجمال والواحد بيتدفا وملفوف في القطن والصوف والبطاطين ومولع الدفاية، أحلى كلام يتقال ساعتها، ده غير أن الأسكيمو مظلومة يا بنتي ولم يسبق أن نزلت فيها أي رسالة سماوية أو أي نبي ولو حتى من الأنبيا الغلابة، بلاش الأنبيا المشاهير، النجوم، وأنا أعرف عن الله أنه عادل وما يرضاش في أغلب الحالات بالظلم وبلاد الشمس شبعت أنبياء ورسالات. وأكد لي أبي وهو يواصل في حماس الله يخرب بيته، أنه سيستغل نفوذه وسلطاته كمرشد وقائد للتنظيم العالمي للأخوان لأقناعهم بهذا الأكتشاف الذي لا شك فيه لا من أمام ولا من خلف وهو واثق أنه لن يأخذ منه وقت طويل نظرا لثقة الجماعة التي بلا حدود فكما يقول من زمان، الله فوق وهو تحت بالنسبة لهم وبشرني أن الحج السنة القادمة لن يكون للسعودية وإنما إلى الأسكيمو وأنه من بكرة سيرسل البعثات والبنائين والدعاة لإعادة نشر الإسلام في الأسكيمو وبناء كعبة جديدة ومن ناحية أخرى تكليف الجماعة في السعودية بإفهام الناس هناك بالخطأ الطويل الذي وقعوا فيه وهدم الكعبة وما حولها ونقل قبر الرسول ومقام إبراهيم إلى حيث كانوا في الأول. ولما سألته وهل سيمر الأمر بسهولة دون حرب أو خروج على الجماعة. فقال، ليس لهم الحق فلا توجد أية قرآنية تقول أن الرسول كان في السعودية وبعدين فيه حديث نبوي نسيت أبلغك بيه فعن نائل الطوخي عن البساطي عن محمود الورداني عن عزت القمحاوي قال سمعت رسول الله يقول، لو لم أكن ولدت في الأسكيمو لوددت أن أحج إلى الأسكيمو. وفي النهاية السؤال هو من الأدرى بالإسلام أنا المرشد العام الذي قيل فيه الحديث المروي عن منصورة عن ياسر عن الغيطاني أنه قال، الخير في المرشد العام للأخوان المؤمنين إلى يوم القيامة. أم هم الذين لم يقال فيهم أي حديث ولا حتى في الأسرائليات.
وتملك الجنون بوضع اليد ومعه العند والطيش من أبي وقرر أن يعلن أيضا في نفس اليوم والساعة عن الملفات السرية التي حصل عليها وسط احدى الصفقات من أصدقاء له في المخابرات الأسرائيلية والتي تشير إلى أن رئيس البلاد الراحل كان جاسوسا لأسرائيل بأمارة في منتهى الوضوح أكدتها الوثائق بالملف هي ما استطاع فعله في الناس المصريين خلال فترة حكمه المديدة والذي لم يقدر على فعله ايا من الأعداء والمحتلين ونجح تماما في القضاء على كل عناصر القوة وهلك روح الناس وبدد كل ما لهم من كرامة وصحة وثروات مادية ومعنوية، لدرجة أنهم اعتبروه في اسرائيل أكثر شخص مهم خدم اسرائيل وجاء ترتيبه الأول مكرر مع حاييم هرتزل مؤسس الصهيونية، وإن كان طالب كثير من اليهود المحموقين على الوطن اليهودي اعتباره رقم واحد دون شريك، فأن يخدم اسرائيلي اسرائيل هذا طبيعي ولكن أن يخدمها بهذه الروح العظيمة والأمانة المتناهية شخص ليس يهوديا، شخص منوفى فهذا هو ما يستحق التقدير والإعزاز والدفع به ليكون بطل اسرائيل الأول. في حين تكلم بعض المعتدلين والذين هم على علم بما جرى في الكواليس، عن فداحة المبالغ المالية التي وصلت لجيب الجاسوس المرحوم وهي لا تقل عن 30 مليار دولار له وحده دون ما دفع لباقي شبكة الجاسوسية وقللوا كثيرا مما قدم الرجل بقولهم ومن هذا الذي لا يبيع بلده وناسه مقابل مثل هذا المبلغ. وقال أبي صاحب المعلومات الأكيدة الآتية من اسرائيل أن الاسرائيلين الآن يعدون للاحتفال به وتكريمه بما يليق بالبطل الذي أنهى وأجهز على خطر الناس في مصر على الناس في اسرائيل وجعل مصر بلد المرضى والفقراء والجهلة والمعرصين، وفي إطار ذلك سيقيمون له التماثيل في جميع أنحاء الوطن اليهودي وخاصة في مدخل العاصمة التي سيتغير أسمها من تل ابيب إلى تل مبارك، وأيضا يحضر التليفزيون الاسرائيلي مسلسل من 3 أجزاء عنوانه، كنت جاسوسا في مصر والذي يعتمد بجوار ملفات المخابرات على المذكرات الشخصية للجاسوس البطل والتركيز على أكثر الأجزاء المضيئة فيها كالفقرة التي يبدي فيها ندمه الشديد وحزنه العميق على قيامه بتلك الضربة الجوية الأولى المشئومة وتمنيه لو كان أصيب بالشلل قبل أن يصعد لطائرته ويدوس بأيديه اللي عايزة قطعها كما يقول على الزر الذي أطلق الصواريخ وتسبب في ألم ونكد للمواطن السرائيلي محدود الدخل، ويتساءل لماذا لم يفعل مثل الذي كان رئيسا قبله ويذهب إلى السينما حفلة الساعة 12 الضهر يوم الحرب وافتعل خناقة وذهب للشرطة فيضيع وقته في المحاضر والتحقيقات، أو كان ادعى المرض أو حتى لو أحتاج الأمر كان هجم على رتبة أعلى منه وقبله في فمه أو على الأقل قال له أفتح بقك وتف له فيه، كان أتحاكم واتحبس ولاطلعش الطلعة الهباب دي.
وسيعلن المتحدث الرسمي لأسرائيل أمام كل وكالات الأنباء أن عائلة الجاسوس هي في عين وقلب اسرائيل وأن الموساد لا ينسى أبنائه أبدا وبيقول لجمال وعلاء أذا كان بابا مات فالموساد حي لا يموت.
حاولت والله مرة واتنين أن أجعل أبي يتراجع لأنه بهذا الإعلان هيودينا كلنا في داهية فاذا كان الجاسوس الرئيس قد مات فما زالت شبكته موجودة وهي التي تحكم، لكنه بتحريض من دماغه الوسخة قال رافضا، ما هو أنا لو ما قلتش المعلومات دي هيسبقوني هما وتبقى الملفات اللي معايا دي أبرمها وأقعد عليها.
كس أم أبي الغبي، المفرط في دينه والمقصر في حق الإسلام، الذي يهتم بمواضيع تافهة لا تخدم الدعوة، أما أنا لو جلست على كرسي الإرشاد سأدخل بصدري في وش الحاجات المهمة للإسلام والمسلمين وأقضي على المهزلة الحاصلة الآن والتي أمر بها أبي المغفل، المفلس، عندما وجد أن برنامج الجماعة ومشروعها أنتهى وأصبحت كل نساء مصر محجبات حتى زوجات ظباط أمن الدولة بل وزوجات المرشدين والمخبرين الذين هم أهم العاملين في جهاز أمن الدولة وهذا ما كان يفخر به أبي لأحتسابه ذلك قمة اختراق الجماعة لأمن الدولة، وبهذا التحجيب لم يعد هناك شغل لأعضاء الجماعة، فأمر بتقسيم الدعاة إلى فريقين، واحد يدعو إلى الحجاب الذي هو طريق البنت المسلمة إلى الجنة والثاني يدعو إلى التبرج والسفور وهم في ذلك لهم حرية التصرف وايجاد الأحاديث المناسبة التي تساعدهم على تحقيق ما يريدون، ثم يغير الدعاة أماكنهم ومن كان يدعو للحجاب يدعو للتبرج والعكس، وبهذا يظل للجماعة عمل يأكلون عيش من ورائه وحتى لا تفقد الجماعة تواجدها بين الناس.
وأول خطوة لي بعد ذلك كمرشدة للأخوان أن يكون هناك زي إسلامي موحد عبارة عن بنطلون أخضر وقميص أصفر للنساء والرجال وهذا بعد أن يحلق الجميع رؤوسهم ويختفي للأبد الشعر الذي هو العدو الأول للإسلام وسبب الخلافات والصراعات بين المسلمين وننهي خالص على الحجاب والخمار والنقاب وكل هذا الكلام الفاضي الذي لم يحل ولم يريح، الحكاية تتحل من جذورها فما الفائدة من تغطية الشعر وهو في أي لحظة ولأسباب عدة منها القدري كهبة هواء تزيح الحجاب أو النفسي كوزة شر بتعرية الرأس للتهوية ونعرض المسلم لأخطر ما قد يواجهه من فتن وأغراءات. الحل هو حلق الرؤوس على الزيرو وهذا فريضة على الجميع لأنه مفيش حاجة أسمها فريضة للنساء فقط، فأنا لو كنت حتى أبقيت على الحجاب كنت سأفرضه على الرجال، وسيكون ساعتها دليل المسلم والمسلمة هو الرأس القرعة والمخالف يخالف الشريعة ويكون مرتد وعن محمد شعير عن أدونيس عن جابر عصفور عن سمسم قال سمعت رسول الله يقول، من كان له شعر فاقتلوه. وعلشان الرجالة تتلم بقا وتعرف أن زمانهم أنتهى وهاقول لأي راجل أبن منيوكة شايف نفسه يوريني شعرة واحدة منبتة في دماغه وأنا بصفتي المرشدة هاخليه يمص زبر أبوه قبل ما أقيم عليه حد الله.
وتاني حاجة لي تحديد من هم أعداء الجماعة الذين هم أعداء الإسلام، وباختصار وبساطة هم العاجزين والضعفاء جنسيا فبدون نيك جميل مهدئ للأعصاب ومنفس عن الروح لن يتحقق شئ في أي حاجة.
وبناء على ذلك سيخرج واحد زي الشيطان من قائمة الأعداء، هذا الملاك الفدائي الذي ضحي بنفسه وسعادته طول عمره وما زال في سبيل استمرار ما يحدث، وأنا عن نفسي كأسمهان عزيز المرشدة القادمة لأهم جماعة مؤمنة في الحياة متأكدة قوي أن الله سبحانه أبو الكرم سيكافئه في الآخرة ويعطيه جائزة أفضل دور ثاني مساعد عن انجازاته التي هي السبب في تحديد الفائزين والخاسرين وسكان كلا من الجنة والنار، وهو الكائن الأهم في المخلوقات وجندي بطل والوحيد الذي منذ أن أوكلت اليه مهامه لم يتخاذل أو يتراجع أو يضعف أو يجبن أو يتعلقن فيها، ولم يرد خالص أنه عصي الله أو خرج عن مبدئه ولو مرة ودخل في حظيرة الله .أنه وعد وما زال عند وعده لقد قال لله كلمة وهو لسه عندها وقدها ولم تغره لحظة أي مغريات أوضعف أمام قوة ما، وواجب علينا تحيته وتبجيله وليس لعنته ومعاداته وهو الذي يخجل ويلم الدور مع الله ويقيم له حساب عكس ولاد متناكة كثيرين بأمارة أن الاستعاذة منه لا تكون الا بالله، وواحد غيره ولا حتى يعبر ربنا. وكذلك ولأجل الوضوح لا عداوة من هنا ورايح مع أمريكا وإسرائيل، أنهم أدوات لتنفيذ المشيئة فينا كالأمراض والثعابين ومش معقول يعني نعادي شعوب الله المختارة وهم الثابتون على المبدأ كما العزيز الغالي إبليس، وسأقولها بصراحة إسرائيل دولة حبيبة اللي تحبه نحبه واللي تكره يبقي كس أمه أول وأخر.
بس أحط طيزي على كرسي الأرشاد وأفرج العالم على الإسلام الحقيقي.
وما أن حطيت رجلي في شارع من الشوارع المؤدية للبيت حتى ظهر لي فجاة رجل اعترض سكتي، أمسك ذراعي، فرحت، افتكرت هيغتصبني ،جذبني على جنب وقال في سرعة وهو يتلفت حولنا، المأمور بيقولك اهربي واستخبي لك مش أقل من خمس ست سنين على بال الموضوع ما يتنسي. تفحصته، أعجبني، أثارني ضغط كفه القوي على لحمي واقتراب شفايفه المليانة من أذني وشعر شنبه يكاد يلمس خدي، عليه طول وعرض يجعلوا الواحدة واقفة مش على بعضها، قلت، أنا مش فاهمة أي حاجة من اللي انت قلته. قال ومازال قريبا، ابوكي اتقبض عليه من ساعة بتهمة التجسس والأمن داير يمسك ف اللي يطوله من الجماعة بتاعتكم وطبعا انتي مطلوبة وابن عمي المأمور بعتني ألحقك قبل ما توصلي البيت لأنهم عاملين لك كمين هناك. قلت لنفسي لأني ما رضيتش أقول له، الله دول بقا بيصفوا الجماعة، قتلوا كحرتها وقبضوا على أبويا. صوت سرينة بوكس جعله يسحبني جوه مدخل العمارة التي كنا نقف أمامها، سبتني من الكلام مع نفسي وقلت له وأنا دايخة وركبي ملخلخة من منظر صدره العريض وانت عرفتني ازاي. قال أنه شاهد الفيلم الذي صوره لي المأمور ساعة ما نمنا سوا وأني أحلي كتير من الصور، لم أستطع الرد كنت هايجة وصدري منفوخ وكسي بينز، عينيا مرغرغة، أحس هو بي، ارتبك، تحرك ليبتعد، شددته الي، زنقني في الحيطة، قلت له، مش هينفع هنا علشان هو يقوللي إنه عنده مكان، لكنه صدمني بقوله، بس أنا ما املكش مكان، كلما ابعدته يعود مقتربا، عيني ماتت على ذلك البروز المليان بين رجليه، قال لي، بصي بقا انا لازم أرتاح، حرام عليكي توصليني للدرجة دي وتسيبيني. أنا أصلا كنت باتلكك واردت أن أفهمه أني تعبانة أكتر منه، فتحت له في بنطلونه السوستة، من بين فتحة الكلوت، أخرجته، تركته في الهواء مدة ما رفعت يدي لفمي، ملأتها باللعاب، عدت اليه أغطيه، أدلكه رايح جاي وأتوقف كذا مرة طويلا عند الرأس التي عاملة لي انبهار بتكوينها الجميل الذي يصنع الحكة اللذيذة العسل واعترف أن الزبر كله كوم وراسه لوحدها كوم تاني خالص، قبض هو على بزة من بتوعي ولما وجدني لا أرتدي سوتيان اشتد انتفاخه وفاض عن قبضتي وحسيت أن كل اللي ممكن يتفتح فيا أنفتح. عندما خرج منه ذلك السائل الذي تسميه يوستينا لبن، مسحته من فوق فستاني واستخسرت ضياعه هكذا فغمست صوابعي واحد واحد في كسي لأضحك على نفسي وأوهمها أني أتنكت.
ذكرني بضرورة الهرب وهو يمضي ويتركني لوحدي وأنه من الأفضل الخروج من القاهرة وأنه يا سلام لو عرفت أطلع بره مصر.
ولما لم يكن موجودا في بالي أي مكان يصلح للهروب اليه سوي بيت عمتي في الأسكندرية، فقد ركبت تاكس وقلت للأسطى، وديني موقف اسكندرية. نزلني أمام محل ساندوتشات كبدة وسجق اسمه على بركة الله واضح أنه من ضمن مشروعات الجماعة الغذائية، وشاور لي  على عربيات اسكندرية.
كنت أول حد يركب الميكروباص، اخترت الكرسي الأولاني علشان أتفرج على السكة كويس يمكن المناظر الجديدة تنسيني الضياع اللي حاصل لي وأنه ما عدليش لا بيت ولا تنظيم ولا إرشاد وزعلي كله على الإسلام الذي خسر بموت احلامي له. وكوسيلة للتنكر فككت القماش الملفوف على راسي، بدوت سعيدة وأنا عمالة أهز في دماغي علشان شعري يتبعتر شمال ويمين، نكشته وكل دقيقة أبص في المرايات وأسأل الست التي جلست جانبي، أيه رأيك في شعري واستأذنت من السواق في المشط الذي سوي به شاربه وحاولت ان أصنع به شيئا في شعري لكنه أختفي من أول ضربة والضربة التانية انكسر.
طلب منا السواق قراءة الفاتحة ومني أنا بس طلب أني أهمد شوية وأسيب المراية في حالها علشان ربنا يستر طريقنا، كان ينظر لي بقرف مع إني حلوة وهو يقول لي أن أغطي شعري علشان إحنا في مجتمع إسلامي، كنت هاضحك بس ما ضحكتش وقلت له صلي ع النبي وخليك ف حالك. وعدت أطل من الشباك، فقال بعصبية، بعد أذن الأبلة اقفلي لنا الشباك
- ليه يا أسطي، أنا باحب أفتح الشباك
- أصل أنا باتشائم لما يكون الشباك اللي على يميني مفتوح، اذا ما كانش عاجبك انزلي اركبي ورا بعيد عني
قصرت الشر وقفلت الشباك، أرحم من الزنقة في الخلف، تحرك الميكروباص، أدخل الأسطي شريط في الكاسيت، خرج منه صوت مقريء مزعج، منفر، يضايق، يقرأ في سرعة وعصبية وكأن هناك من يجري ورائه ليقتله، كنت هأمد يدي أطفي الكاسيت لكني تراجعت وطلبت منه يوطي الصوت شوية، لم يرد علي مع انه سمعني وراح يضرب على الدركسيون ويعض على شفايفه ويستغفر في الله وأنا مش فاهمة هو ماله كده. سكت يمكن الشريط يخلص لكن أعصابي مش مستحملة، باظت من ذلك الصوت الزفت الذي لو أعرف الحمار اللي تركه يسيء للقرآن هكذا لضربته بالجزمة، ده كلما قال آية كسر في توازني واستفزني أكتر، فمرة أخرى قلت، والنبي يا أسطى الصوت بس شوية صغيرين، هب في غضبان وبقلة أدب قال، وكمان كلام ربنا مش عاجبك تكونيش عايزاني اشغل اغاني ولا اطلع الشريط اكسره وأرميه من الشباك.
لم أفهم ماذا به ولسه هارد، سبقني ووجه كلامه للركاب، أيه رايكم يا جماعة الأبلة متضايقة من كلام المنتقم الجبار، كلام ربنا يا أخوانا معصب الأستاذة ومش جاي على مزاجها، قالت الست الجالسة لازقة فيا، مش كفاية الراجل ركبك العربية وانتي معرية شعرك وخد ذنوب قد كده بسببك، كمان مش طايقة تسمعي قرآن الذي فيه شفاء للناس مش نازل لك من زور، انتي ايه مش مسلمة ولا ايه. وقال واحد تاني من الخلف، معلش يا اسطي هما الجماعة الكفرة كتروا قوي اليومين دول، ده انا لسه لحد الساعة دي بس متصادم مع خمسة منهم. قلت محاولة الرد وأنا باحاول أعرف ايه علاقة المقرئ العرص هذا بالقرآن، يا جماعة ده انا. انقطع كلامي لأنحراف الميكروباص بحدة وميل مفاجئ كان هيقلب العربية نحو كافيتريا للأستراحة. نزلوا جميعا وظللت في مكاني مش فاهمة خالص ما حدث ودمي محروق وموجوعة وزعلانة قوي أنهم الجهلة الكلاب دول بيتهموني أنا أسمهان عزيز المحنكر بنت المرشد العام للأخوان المؤمنين على سن ورمح بالكفر لمجرد أني طلبت الصوت يتوطى حبة، أومال لو قلت له يغير الشريط ولا كنت قليت عقلي وطفيت الكاسيت، يا لهوي بقا أنا اتبهدل كده، أنا اللي باعتبر نفسي الإسلام كله وحياتي كلها دين في دين ومتربية وسط احسن ناس في الإيمان، يتقال عني كافرة، الغيظ كان سيجعلني أصاب بشلل ولم أهدأ الا لما أخرجت الشريط ابن الوسخة ودشدشته على خمسين حتة ورميته من الشباك، رأيتهم يلتفون كلهم حول السواق وينظرون لي بكره واحتقار وجرى الأسطى إلى قطع الشريط المتكسر ولمها من على الأرض وهو يقبلها ويستغفر الله حوالي ألف مرة، ثم نظر لهم من تاني وكأنه يشهدهم علي.
لما ركبوا العربية، الست التي كانت جنبي أنحشرت في أحد الكراسي الورانية، قلت أحسن وسعت وقررت علشان ما اطقش من الغيظ اللي لسه ماسك فيا أن اتكلم وأشرح لهم موقفي وأقولهم أنا بنت مين. التفت كلي للأسطي، كلمته وهو مشغول عني بالنظر في المرايه التي على يمين شباكي وكأنه يترقب شيء ولا يبدو عليه انه سامعني والركاب كلهم بيعملوا زي الأسطى وبيبصوا على العربيات اللي جاية من ورانا، ثم طلب مني حاجة غريبة خلتني أقول، أيه، فكرر، أفتحي الباب اللي جنبك دقيقة واحدة يا أبلة. أتعدلت، فتحت الباب وبطرف عيني العائد اليه لمحت قدمه يدفعها ناحيتي بقوة وسرعة وتصطدم بي.
.... (تمت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق